في برنامج "بالكوردية" على K24: نقاش معمّق حول "الانتخابات والمسؤولية" من منظور ديني وتاريخي
أربيل (كوردستان24)- سلط برنامج "بالكوردية" (Bi Kurdî) على شاشة تلفزيون كوردستان 24، الذي يقدمه الإعلامي نذير كاداني، الضوء على مفهوم "الانتخابات والمسؤولية"، مستضيفاً المفكر الدكتور عبدالرحمن صديق في حوار فكري متزامن مع احتدام الحملات الانتخابية لمجلس النواب العراقي.
استهل كاداني الحلقة بتقديم الموضوع، واصفاً المسؤولية بأنها قيمة أخلاقية ووجدانية وقانونية بالغة الأهمية، لا سيما في فترة الانتخابات. وطرح تساؤلات جوهرية شكلت محور النقاش، منها: ما هي طبيعة المسؤولية؟ وكيف يمكن للمرشحين تقدير قدراتهم وتقديم وعود واقعية للناخبين؟ وما هو مكانة هذا المفهوم من المنظور الإسلامي، وكيف نظر إليه الكُرد تاريخياً فيما يتعلق بدور البرلماني ومسؤولياته؟
من جانبه، انطلق الدكتور عبدالرحمن صديق في تحليله من أساس ديني، مستشهداً بالآية القرآنية "وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ"، ليؤكد أن مبدأ المساءلة والمسؤولية هو حجر الزاوية في المنظور الإسلامي، حيث يُحاسَب كل فرد على أقواله وأفعاله.
وربط صديق بشكل مباشر بين مفهومي "الحرية" و"المسؤولية"، موضحاً أن الإنسان لا يمكن أن يُساءل عن فعل لم يكن حراً في اختياره. وعليه، عرّف المسؤولية بأنها "الاعتراف بالأفعال وتحمل تبعاتها". وأضاف أن المرشح الذي يختار بحرية كاملة خوض غمار الانتخابات ويقطع الوعود، ثم ينال ثقة الناس بحرية عبر صناديق الاقتراع، تقع على عاتقه مسؤولية مضاعفة.
وفي نقطة محورية، ميّز الدكتور صديق بين مسؤولية البرلماني المُنتَخَب والمسؤول المُعيَّن (كالوزير). وأوضح أن البرلماني يتحمل مسؤولية أكبر لأنه جاء بإرادة حرة منه ومن ناخبيه، مما يجعله خاضعاً للمساءلة المباشرة من قبل الشعب الذي منحه الثقة، على عكس المسؤول الذي يتم تعيينه وقد لا يكون اختار منصبه بنفس الدرجة من الحرية.
واختتم النقاش في هذا الجزء من الحلقة بالتأكيد على أن مفهوم المسؤولية ليس مجرد شعار انتخابي، بل هو التزام عميق يتطلب من المرشحين والبرلمانيين المستقبليين وعياً كاملاً بقدراتهم، وصدقاً في وعودهم، واستعداداً كاملاً لتحمل نتائج قراراتهم وأفعالهم أمام الله وأمام الشعب.
