ديندار زيباري: الأمم المتحدة توصي العراق بوضع إطار قانوني للجرائم الدولية

أربيل (كوردستان24)- أكد منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كوردستان، الدكتور ديندار زيباري، أن التوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة ضمن الدورة الـ48 للاستعراض الدوري الشامل شددت على ضرورة وضع إطار قانوني خاص بالجرائم الدولية في العراق، والانضمام إلى نظام روما الأساسي المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، بما يتيح محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

وأوضح زيباري أن هذه التوصيات تمثل “خطوة مهمة على طريق الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد شعب كوردستان”، مضيفًا أن العراق مطالب بتطوير تشريعاته الوطنية بما ينسجم مع المعايير الدولية للعدالة الجنائية.

استمرار المأساة بعد 2003

وقال زيباري: “بعد سقوط نظام البعث عام 2003 انتهت الإبادة الجماعية التي كانت تمارسها الدولة، لكن المأساة لم تنتهِ. فجرائم تنظيم داعش عام 2014، خصوصًا ضد المكون الإيزيدي في شنكال، كانت استمرارًا لنهج التطهير العرقي نفسه".

وأضاف أن تنظيم داعش ارتكب جرائم قتل وخطف واستعباد نساء وأطفال بشكل منهجي، وهو ما أقرت به الأمم المتحدة وعدد من الدول والمنظمات الدولية كجرائم إبادة جماعية موثقة.

أرقام صادمة عن ضحايا الإيزيديين

وفيما يتعلق بالمختطفين الإيزيديين، أوضح زيباري أن حكومة الإقليم وثقت 6417 حالة اختطاف خلال هجوم داعش على شنكال والمناطق المحيطة بها.
وأشار إلى أن مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين تمكن حتى الآن من تحرير 3590 شخصًا، فيما لا يزال 2827 في عداد المفقودين.
كما جرى إرسال أكثر من 1080 ناجية إلى ألمانيا ضمن برامج إعادة التأهيل والرعاية النفسية.

توثيق رقمي لجرائم داعش

وبيّن زيباري أن حكومة الإقليم، بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم داعش (يونيتاد)، أطلقت مشروعًا لتوثيق الجرائم وتحويلها إلى قاعدة بيانات رقمية مؤرشفة.

وقال: "حتى الآن تم توثيق عشرات الآلاف من ملفات التحقيق الخاصة بجرائم داعش ضد الإيزيديين، وسلمت يونيتاد أكثر من 57 غيغابايت من الأدلة والوثائق القانونية إلى حكومة الإقليم".

محاكمة فرنسية سابقة من نوعها 

وفي تطور لافت، أشار زيباري إلى أن فرنسا تستعد لمحاكمة غيابية للإرهابي الفرنسي صبري السيد في آذار 2026، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ضد الإيزيديين بين عامي 2014 و2016.

وقال: “بعد أكثر من عقد على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الكورد الإيزيديين، تمثل هذه المحاكمة سابقة قضائية تاريخية تُجرى على الأراضي الفرنسية، وتشكل اعترافًا دوليًا جديدًا بجرائم داعش كجرائم إبادة جماعية، وهي خطوة جديرة بالإشادة والتقدير.”

 
Fly Erbil Advertisment