"مسار الحياة"... من مجرى ملوث إلى واجهة حضارية نابضة بالحياة في اربيل

أربيل (كوردستان24)- في إطار رؤية حكومة إقليم كوردستان لتطوير البنية الخدمية والحضرية في العاصمة أربيل، يعمل برنامج (بووژانەوە – التنمية) على تسليط الضوء على أحد أهم المشاريع الاستراتيجية الجارية حالياً، وهو مشروع (ڕێڕەوی ژیان) في أربيل أو ما يعرف بالعربي "مسار الحياة". ويهدف المشروع إلى إعادة إحياء مجرى مائي كان لسنوات مصدرًا للتلوث والفيضانات، وتحويله إلى مساحة حضرية حديثة تجمع بين الترفيه والجمال البيئي والوظائف الخدمية.

تحول حضري برؤية واضحة

المشروع يمثل نقلة نوعية في مشهد المدينة، وجزءًا من سلسلة مشاريع خدمية تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز الطابع الجمالي للمدينة، وخلق فضاءات عامة حديثة تتناسب مع مكانة أربيل كعاصمة للإقليم.

وأوضح ساسان عوني، وزير البلديات والسياحة، أن رئيس الحكومة مسرور بارزاني وجّه بشكل مباشر إلى تحويل المنطقة بعد أن شاهد وضعها غير الملائم خلال زيارة ميدانية قبل أسابيع، وقال:

"شاهد رئيس الوزراء الوضع غير اللائق لهذا المكان، فأصدر فورًا توجيهًا بتحويله إلى مشروع حضاري يخدم سكان أربيل."

مكونات المشروع

يتضمن التصميم إنشاء:

مسارات للمشاة والدراجات الهوائية

مساحات خضراء وحدائق

مناطق ترفيهية عائلية

مطاعم ومقاهي ومرافق خدمات عامة

جسور وممرات تربط الأحياء ببعضها

ويأتي المشروع بالتعاون بين شركة محلية وشركة تصميم إيطالية، ضمانًا لجودة التنفيذ والطابع الجمالي العصري.

تغيير واقع المواطنين

لسنوات، عانى سكان المنطقة من الفيضانات والروائح الكريهة وتدهور البيئة المحيطة. واليوم، يعبر الأهالي عن ارتياحهم للتغيير.

يقول أحد سكان المنطقة:

"في السابق، كانت مياه الأمطار تغرق منازلنا. الآن نشعر بأن الوضع يتغير، ونشكر الحكومة على تنفيذ هذا المشروع."

ويضيف مواطن آخر:

"رئيس الحكومة نفذ كل الوعود التي قدمها. المشروع ليس جماليًا فقط، بل يوفر فرص عمل للشباب."

أثر اقتصادي مباشر

من جانبه أوضح كوكز محمد، صاحب شركة عقارية، أن المشروع أدى إلى ارتفاع قيمة العقارات في المنطقة بنسبة تتراوح بين 50% إلى 100%، مؤكدًا أن:

"الطلب ازداد بشكل كبير بعد بدء تنفيذ المشروع، وهذا يعكس الثقة في مستقبل المنطقة."

مشروع صديق للبيئة

ووفقًا لتوضيح رابر حسين، مدير مياه أربيل، سيتم تزويد الكورنيش بالمياه من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في المدينة، بمعدل يصل إلى 1000 متر مكعب في الساعة، ما يجعل المشروع: صديقًا للبيئة وداعمًا للمياه الجوفية ومساهماً في توسيع المساحات الخضراء.

تعزيز القطاع السياحي

وأكد إبراهيم عبد المجيد، المتحدث باسم هيئة السياحة، أن المشروع يأتي ضمن الإطار الاستراتيجي للكابينة التاسعة، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تمثل انطلاقة جديدة للقطاع السياحي في أربيل:

"مشروع مسار الحياة، إلى جانب مشروع الحزام الأخضر، سيجعل من أربيل عاصمة سياحية حديثة ومركزًا للفعاليات الثقافية والفنية."

كما يمثل هذا المشروع تحولًا حضريًا شاملًا يمس حياة المواطنين مباشرة، ويعزز البيئة، ويفتح المجال أمام النشاط الاقتصادي والسياحي. وهو نموذج إضافي لنهج الحكومة القائم على العمل الميداني وتنفيذ المشاريع ذات الأثر المباشر.

 
Fly Erbil Advertisment