تراجع معدلات الزواج في شرق كوردستان وإيران وسط ضغوط اقتصادية ومعيشية خانقة
أربيل (كوردستان 24)- تشهد معدلات الزواج في شرق كوردستان وإيران، تراجعًا واضحًا خلال السنوات الأخيرة، حيث يجد الشباب صعوبة في الإقدام على الزواج رغم رغبتهم في بناء حياة زوجية مستقرة. ويعود ذلك في المقام الأول إلى الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة وعدم استقرار الدخل.
ويشير مواطنون إلى أن الظروف الحالية أدت إلى إحباط شريحة واسعة من الشباب، ودفع العديد منهم إلى التراجع أو تأجيل قرار الزواج.
يقول بيژمان ملكزاده، وهو أحد المواطنين في المنطقة: "هناك متطلبات كثيرة تعيق الشباب عن الزواج، وهذا سيترك آثارًا اجتماعية سلبية في المستقبل".
ارتفاع أسعار الذهب… أزمة إضافية
ويعد الذهب جزءًا أساسيًا من مهر الزواج وعاداته المتوارثة في المنطقة. إلا أن ارتفاع أسعاره جعل الكثيرين غير قادرين على توفيره.
يوضح أصغر برزنجي، صائغ ذهب: "عادة ما تطلب عائلات العروس شراء ما بين 20 إلى 30 مثقالًا من الذهب. ومع الارتفاع المستمر في الأسعار، أصبح الكثير من الشباب عاجزين عن تأمين هذه الكمية، بل إن البعض لا يستطيع شراء حتى 5 مثاقيل".

تكاليف السكن والتجهيزات تزيد العبء
إلى جانب ذلك، أصبحت مستلزمات البيت والإيجار والأثاث عائقًا آخر أمام الزواج.
ويقول محسن تاهري، تاجر أثاث: "أسعار كل شيء ارتفعت. يجب تقليل الطلبات حتى يستطيع الشباب بدء حياتهم".
ويضيف ناصر صوفي سلطاني، بائع في سوق محلي: "تقليد الآخرين وتكبير متطلبات الزواج لا يفيد. كثير من حالات الزواج تفشل قبل أن تبدأ بسبب عدم وجود مرونة في الطلبات".

نصف الزيجات تنتهي بالطلاق
وبحسب إحصائيات رسمية حديثة في إيران، فإن نحو نصف حالات الزواج تنتهي بالانفصال. كما ارتفع متوسط سن الزواج ليصل عند:
الرجال: بين 28 و29 عامًا
النساء: بين 24 و25 عامًا
وتشير وكالة فارس للأنباء إلى أن متوسط سن الزواج لدى النساء وخاصة في المدن الكبرى، يشهد ارتفاعًا أكبر مقارنةً بالسنوات السابقة.
تؤكد المعطيات أن الضغوط الاقتصادية وتكاليف الزواج الباهظة تشكلان العقبة الأكبر أمام الشباب في شرق كوردستان وإيران ، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر الاجتماعي، ويفتح باب التساؤل حول السياسات الاقتصادية والدعم الحكومي المطلوب لإنقاذ مؤسسة الزواج من الانهيار التدريجي.
إعداد: كوردستان24
