خبراء روس: صقور موسكو يفضّلون استمرار القتال حتى آخر جندي أوكراني

أربيل (كوردستان24)- كشف مسؤول في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو مستعدة لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول، مشيراً إلى أن تركيا قدّمت عدة مبادرات لإعادة إطلاق الحوار، وأن «روسيا لا تزال تملك الكرة في ملعبها»، رغم بقاء العمليات العسكرية محتدمة داخل الأراضي الأوكرانية.
وقال دبلوماسي روسي آخر إن «العملية معقدة وشديدة الحساسية»، ما يعكس حالة التوتر التي تحيط بأي محادثات محتملة.
وفي هذا السياق، قال ألكسندر كرامارينكو، عضو مجلس السياسة الخارجية والدفاع وسفير روسيا السابق، إن فهم ما يُطلب من موسكو أمر بالغ الأهمية في أي تسوية. وأضاف لكوردستان24، «الغرب يتحدث عن تمركز قوات أوروبية داخل أوكرانيا، وهذه الدول أعضاء في الناتو. روسيا لن تقبل بذلك مطلقاً. لقد أبلغناهم أكثر من مرة أن أي تسوية لا يمكن أن تشمل وجود قوات أوروبية هناك. ترامب يواجه خلافات مع القادة الأوروبيين، لأنهم يريدون استمرار الحرب، فهو يمنحهم ضمانات للبقاء في السلطة، كما نرى مع زيلينسكي.»

وتابع كرامارينكو، «من الصعب في المستقبل القريب التوصل لاتفاق يضمن أمن أوكرانيا، فالأزمة بدأت عندما طالبنا بضمان أمن حدودنا. لكن الناتو يصرّ على التوسع. وفي عام 2021 قدّمنا مشروعَي اتفاق أمني إلى أوروبا والولايات المتحدة يضمنان أمن روسيا، يقضيان بعدم توسع الناتو شرقاً وعدم ضم أوكرانيا، والعودة إلى حدود 1997… لكن الناتو رفض».
عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، دعا البيان الختامي إلى وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا واستئناف المفاوضات. وفي المقابل، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن «أوروبا تستعد فعلياً للحرب مع روسيا»، مشيراً إلى تصاعد التوتر العسكري على القارة.
وفي تعليق آخر، قال ميخائيل مياغكوف، مدير الجمعية التاريخية العسكرية الروسية، لكوردستان24، «مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أصبح الموقف الروسي أكثر وضوحاً. نحن لا نبحث عن وعود زائفة كما حدث في عهد غورباتشوف، بل عن اعتراف حقيقي بمصالحنا الوطنية. الكرة الآن في ملعب الغرب… إذا أراد علاقة جيدة فسنرحب، وإذا لم يرغب فلا مشكلة لدينا. لدينا حلفاؤنا: الصين، الهند، إيران، ودول أفريقيا. سنحقق أهدافنا سواء أراد الغرب ذلك أم لا».

تدخل الحرب الروسية – الأوكرانية عامها الرابع، بعد ثلاث سنوات وتسعة أشهر من القتال المستمر، ورغم عشرات المبادرات الدولية لوقف النار وإطلاق المفاوضات، لا يلوح في الأفق أي اختراق سياسي حقيقي.

ويرى خبراء روس أن «صقور موسكو» يفضّلون استمرار العمليات حتى استنزاف آخر جندي أوكراني، معتبرين أن ميزان القوى الميداني يمنح روسيا فرصة لفرض شروطها قبل أي عودة إلى طاولة التفاوض.


تقرير : خوشوي محمد – كوردستان24 – موسكو

 
 
Fly Erbil Advertisment