في بوكان... معرض للكتاب ينعش الروح الثقافية ويحتفي باللغة الكوردية

في خطوة ثقافية تهدف إلى تعزيز القراءة والاحتفاء بالكتاب، افتُتح في قاعة "سيمرغ" بمدينة بوكان في شرق كوردستان (ايران) معرض سنوي للكتاب، والذي استقطب جمهورًا غفيرًا من المواطنين والمثقفين وعشاق الفن. ويُعد هذا الحدث الثقافي، الذي يُقام عدة مرات في السنة، فرصة ثمينة لاستعراض أحدث الإصدارات في عالم الكتب والعلوم، مع تركيز خاص على الأدب الكوردي وكتب الأطفال.

شهد المعرض إقبالًا لافتًا من مختلف شرائح المجتمع، حيث توافد عليه الكتّاب والشعراء ومحبو الفن، بالإضافة إلى العائلات التي حرصت على اصطحاب أطفالها لغرس حب القراءة في نفوسهم. وتزينت طاولات العرض بمئات العناوين المتنوعة، كان أبرزها الكتب الصادرة باللغة الكوردية وتلك المخصصة للأطفال، إلى جانب مؤلفات في علم النفس ومواضيع علمية وأدبية أخرى.

أكد الزوار والمشاركون على أهمية هذه الفعاليات في ظل هيمنة الفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، صرح أحد الحاضرين، عثمان ناناك، قائلًا: "في عصر الإنترنت، أبعدتنا هذه الأدوات عن عالم الكتاب، ومثل هذه التجمعات تعيدنا إلى أحضان القراءة". من جانبه، وصف الشاعر طاسو نجاري الكتاب بأنه "الرفيق الودود"، مؤكدًا أنه أفضل صديق للإنسان.

وعلى هامش المعرض، تم إطلاق كتاب جديد بعنوان "بەر تەونانە" (ما يُنسج على النول) للكاتبة والفنانة سارا سالحى. أوضحت سالحى أن الكتاب يجمع قصائد من الفلكلور الكوردي، قائلةً: "كلمة 'بەر تەونانە' تشير إلى الكلام الذي كان ينسجه الناس على نول قلوبهم للتخفيف عن أنفسهم أو للتعبير عن الشوق لأحبائهم. الهدف من هذا الكتاب هو الحفاظ على هذه الأشعار من الاندثار".

لم يقتصر الحدث على عرض الكتب فحسب، بل كان منصة للدعوة إلى تعزيز مكانة اللغة الكوردية. حيث طالب نشطاء مدنيون وكتّاب، ومنهم الكاتبة بروين ناظري، المعلمين والمثقفين بدعم الجيل الجديد وتشجيعه على القراءة باللغة الكوردية، مؤكدين أنها "تمثل هويتنا، ومن واجبنا الحفاظ عليها وإحياؤها".

يمثل معرض الكتاب في بوكان أكثر من مجرد حدث تجاري؛ إنه احتفالية ثقافية تعزز الارتباط بالكتاب، وتدعم المؤلفين المحليين، وتؤكد على أهمية اللغة الكوردية كركيزة أساسية للهوية الثقافية في شرق كوردستان.

 
 
Fly Erbil Advertisment