دعوة من المهجر: الاستثمار في الوطن لبناء مستقبل المسيحين في كوردستان

أرشيف
أرشيف

أربيل (كوردستان 24)- في أعقاب زيارة قام بها وفد آشوري-أمريكي إلى إقليم كوردستان، برزت دعوة متجددة لأبناء المهجر لتحويل ارتباطهم بوطنهم الأم إلى استثمارات اقتصادية مستدامة، بهدف تمكين المجتمعات المسيحية من البقاء والازدهار في أراضيها التاريخية. وقد سلطت اجتماعات الوفد مع مسؤولين في حكومة إقليم كوردستان، من بينهم رئيس هيئة الاستثمار الدكتور محمد شكري، الضوء على الفرص الواعدة التي تتيحها قوانين الاستثمار المتقدمة في الإقليم.

من المناصرة السياسية إلى التمكين الاقتصادي

يطرح ألكسندر ر. كارانا، محامٍ وعضو في الوفد، سؤالاً محورياً يشغل بال الجاليات الآشورية في جميع أنحاء العالم: "كيف يمكننا تمكين شعبنا من البقاء والازدهار في موطنه التاريخي؟". ويشير إلى أن الهجرة المستمرة على مدى عقود استنزفت القرى والبلدات من طاقاتها الشابة، مما ترك مجتمعات تكافح للحفاظ على حيويتها.

ويرى كارانا أن الطريق للمضي قدمًا لا يكمن فقط في المساعدات الإنسانية أو المناصرة السياسية، بل في "استثمارات جريئة ومستدامة تحول التراث إلى فرص، وتمكّن مجتمعاتنا من النمو حيث يجب أن تكون". ويؤكد أن معالم الحضارة الآشورية في سهول نينوى ودهوك وعينكاوا لا تزال تنتظر من يعيد إحياءها عبر رؤية اقتصادية موحدة.

كوردستان: بيئة استثمارية جاذبة لأبناء المهجر

أصبحت البيئة القانونية في إقليم كوردستان واحدة من أكثر البيئات جاذبية في الشرق الأوسط، خاصة للمستثمرين من أبناء المهجر. فبخلاف القانون الاتحادي العراقي، يسمح قانون الاستثمار في الإقليم رقم 4 لسنة 2006 بملكية أجنبية كاملة بنسبة 100%، وهو ما يمثل فرصة تاريخية للآشوريين في الشتات لاستعادة دورهم الاقتصادي في بناء وطنهم دون قيود.

ويقدم القانون حزمة من الحوافز والحمايات، أبرزها:

- إعفاءات ضريبية تصل إلى 10 سنوات على ضريبة الدخل والرسوم الجمركية.

- حقوق استخدام الأراضي تمتد حتى 50 عامًا، مع إمكانية الحصول عليها بأسعار تفضيلية أو مجانًا للمشاريع الاستراتيجية.

- حرية تحويل الأرباح ورأس المال إلى الخارج دون قيود.

- مبدأ المعاملة المتساوية بين المستثمر الأجنبي والمحلي، مما يضمن بيئة تنافسية عادلة.

خارطة طريق للنهضة: قطاعات حيوية للاستثمار

لتحقيق تنمية مستدامة، يوصي التقرير الذي أعده كارانا بالتركيز على قطاعات حيوية تساهم في خلق فرص عمل وتدعم البنية التحتية للمجتمع، وتشمل:

- الزراعة والأمن الغذائي: لإحياء الأراضي الخصبة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

- التعليم والتكنولوجيا: لبناء جيل جديد مزود بالمعرفة والمهارات الحديثة.

- الرعاية الصحية: لتوفير خدمات طبية متقدمة للمجتمعات المحلية.

- الإسكان والبنية التحتية: لتطوير القرى والبلدات وتحسين جودة الحياة.

- السياحة الثقافية والدينية: للاستفادة من التراث التاريخي الغني للمنطقة.

- التمويل والمشاريع الصغيرة: لدعم رواد الأعمال المحليين وتحفيز الاقتصاد.

رؤية للمستقبل: الاستثمار كفعل مقاومة ثقافية

يختتم التقرير برؤية تتجاوز المفهوم التجاري للاستثمار، حيث يؤكد أن "النهضة الاقتصادية ليست مشروعاً تجارياً فحسب؛ بل هي فعل مقاومة ثقافية". فكل مشروع يؤسسه آشوري في الوطن لا يعزز الاقتصاد المحلي فحسب، بل يبعث الأمل في نفوس الأجيال الشابة ويقوي ارتباطهم بهويتهم وأرض أجدادهم.

وبفضل الإطار القانوني المشجع في إقليم كردستان، باتت الفرصة سانحة أمام الآشوريين في المهجر للمساهمة بفاعلية وثقة في بناء مستقبل مزدهر لمجتمعاتهم، وضمان صمودهم في أرضهم التاريخية.

نقلا عن :  (Global Strat View) هي منصة إعلامية وتحليلية أمريكية تُعنى بالشؤون الدولية، مقرها في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وتعمل كساحة للنقاش والدراسات حول السياسة الخارجية، الأمن القومي، الجغرافيا السياسية، حقوق الإنسان، وقضايا الأقليات حول العالم.

لقراءة الخبر في منصة (Global Strat View) اضغط هنا

 
 
Fly Erbil Advertisment