ثقة متزايدة بقدرة المرأة الكوردية على الفوز خارج نظام الكوتا
شهدت الانتخابات البرلمانية العراقية في دورتها السادسة حضوراً لافتاً للمرأة، بعد مشاركة أكثر من 2200 مرشحة في عموم العراق وإقليم كوردستان، وسط مؤشرات متزايدة على ارتفاع ثقة الناخبين بقدرة المرأة على المنافسة الحرة والفوز بأصواتها بعيداً عن نظام الكوتا النسائية.
أظهرت مشاهد من مراكز الاقتراع في مختلف المحافظات إقبالاً ملحوظاً للنساء سواء كناخبات أو كموظفات ضمن مفوضية الانتخابات، في مشهد يعكس تحولاً اجتماعياً وسياسياً مهماً.
وفي تصريح لقناة كوردستان24، أكدت الدكتورة أشواق الجاف، المرشحة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن الوعي المجتمعي في إقليم كوردستان لعب دوراً أساسياً في تعزيز حضور المرأة داخل العملية السياسية.
وقالت الجاف: "في حزبنا، كانت رئاسة القوائم الانتخابية من نصيب النساء، وكذلك رئاسة البرلمان. في السليمانية وحدها، تمكنت خمس مرشحات من الفوز بأصواتهن المباشرة. شعب كوردستان واعٍ، ويصوّت للمرأة الكفوءة بغض النظر عن الفروق بين الجنسين."
نساء يفزن بثقة الناخبين بعيداً عن مقاعد الكوتا
وبحسب النظام الانتخابي العراقي، خُصص للمرأة 83 مقعداً ضمن نظام الكوتا من أصل 329 مقعداً في مجلس النواب. غير أن النتائج الأولية في إقليم كوردستان أظهرت تقدماً ملحوظاً للمرشحات، خصوصاً في السليمانية وحلبجة، حيث نجحت خمس سيدات في الفوز بمقاعدهن اعتماداً على أصواتهن، دون الحاجة إلى نظام الكوتا.
وفي سياق متصل، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة هژين لقمان لكوردستان24 إن المجتمع وصل إلى مرحلة من النضج السياسي والثقافي تمكنه من منح الثقة للمرأة كما يمنحها للرجل.
وأضافت: "هذا الوعي الذي نراه اليوم يثبت أن المجتمع اقتنع تماماً بقدرات المرأة، وفي المقابل أثبتت النساء جدارتهن وقدرتهن على كسب ثقة الناخبين واحتلال مواقع متقدمة في المشهد السياسي."
أن المكاسب السياسية الأخيرة التي حققتها المرأة ليست وليدة اللحظة، بل تُمثل امتداداً لنضال طويل خاضته المرأة الكوردستانية من أجل المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية. وتراجع الاعتماد على نظام الكوتا يعكس انتقال النساء من مرحلة التمثيل الإلزامي إلى مرحلة التمثيل القائم على الثقة الشعبية، وهو تحول استراتيجي في دور المرأة داخل البرلمان العراقي.
تقرير: داليا كمال، كوردستان24، السليمانية
