نيجيرفان بارزاني: إقليم كوردستان سعى دائماً أن يكون عامل استقرار في المنطقة
أربيل (كوردستان 24)- أكّد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن الإقليم لطالما سعى ليكون عامل أمنٍ وسلام في المنطقة.
مشيراً إلى أن إقليم كوردستان "بذل قصارى جهده حتى لا يكون جزءاً من المشاكل التي حدثت في المنطقة".
جاء ذلك، خلال جلسة نقاش ضمن فعاليات منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2025 الذي عقدته الجامعة الأميركية بدهوك، والذي انطلقت فعالياته صباح اليوم الثلاثاء، تحت عنوان: "الفوضى المسيّرة؛ شرق أوسط جديد".
وقال نيجيرفان بارزاني، إن سياسة إقليم كوردستان كانت دائمًا أن يكون عامل سلام واستقرار في المنطقة، وسيبقى الإقليم على هذه السياسة.
وأضاف: نعتقد أنّ المشكلات الموجودة في المنطقة تحتاج إلى تفكير سليم لإيجاد حل لها، لأنّ القتال لم يعد يجلب أي نتيجة سوى المزيد من الدمار، ويجب حلّ القضايا عبر الحوار.
وتابع: نحن سعداء بأنّه توجد الآن خطوة أولية لحلّ مشكلات الشرق الأوسط، وخصوصاً غزّة، وكان قرار مجلس الأمن الدولي أمس بشأن هذا الموضوع قراراً مهماً، ونأمل أن يحقق نتيجة.
وبشأن دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قال نيجيرفان بارزاني: الولايات المتحدة قوة كبيرة في العالم، ويمكنها أن تلعب دوراً مهماً وجاداً جداً في الشرق الأوسط والمنطقة.
وتحدّث نيجيرفان بارزاني عن مشكلات أربيل وبغداد، مشيراً إلى أنّهم يريدون حلّ مشكلات أربيل وبغداد بطريقة سلمية وعبر الحوار.
وفي سياق حديثه، كرّر نيجيرفان بارزاني مرة أخرى أنّ إقليم كوردستان استطاع أن يثبت أنّه عامل أمن واستقرار في المنطقة.
وبخصوص الأطراف الكوردستانية، قال: يجب أن تذهب القوى الكوردستانية معاً إلى بغداد، وأن تكون موحّدة هناك، وأن تعمل معاً للحصول على حقوق شعب إقليم كوردستان.
وأضاف: يجب أن نتفق جميعاً على نقطة واحدة، وهي أن نعرف ما الذي يصبّ في مصلحة إقليم كوردستان، وفي إطار مصلحة الإقليم من المهم جداً أن تذهب القوى الكوردستانية بأسرع وقت إلى بغداد وتباشر المفاوضات.
وأشار رئيس إقليم كوردستان، أثناء حديثه عن وحدة الموقف الكوردستاني في بغداد، إلى أنّه "قلنا مراراً إنّه يجب أن نكون أقوياء في بغداد، فقوّة الكورد في بغداد ضمانة لكل من العراق وإقليم كوردستان".
وبخصوص شعار الحزب الديمقراطي الكوردستاني لانتخابات الدورة السادسة لمجلس النواب العراقي، أوضح نيجيرفان بارزاني أنّ شعارهم كان أنّ على العراق تنفيذ الدستور، وهذا كان مطلبنا الأساسي، كما يجب أن يكون هذا مطلب جميع القوى الكوردستانية أيضاً.
ولفتَ إلى أن المشكلات بين حكومتي إقليم كوردستان وبغداد تعود في جوهرها إلى عدم تنفيذ الدستور، وأن التعامل الذي تنتهجه الحكومة الاتحادية مع الإقليم ليس دستورياً بل شديد المركزية، ولا يوجد في أي نظام فدرالي في العالم نموذجٌ مشابهٌ لهذا الأسلوب الذي يُتّبع حالياً مع إقليم كوردستان.
وقال نيجيرفان بارزاني بشأن الدستور العراقي: إن إقليم كوردستان منذ عام 2005 وحتى الآن يؤكد باستمرار على ضرورة تطبيق الدستور، لأن الدستور هو الضامن للتعايش بين جميع مكوّنات العراق. وإذا أراد العراق أن يكون مستقراً، فالمطلب الأول لتحقيق ذلك هو تنفيذ الدستور.
كما أعرب عن أمله في أن تتشكل قريباً حكومة إقليم كوردستان الجديدة، موضحاً أن أولى مهامها يجب أن تكون إعداد دستور إقليم كوردستان.
وأضاف رئيس الإقليم: إذا تعامل العراق بجدية وعمل على حل مشكلاته مع الإقليم، فسيتمكّن البلد من الانتقال سياسياً إلى مرحلة مختلفة وأكثر نجاحاً. نأمل أن تتعلم جميع القوى العراقية من أخطاء الماضي.
وفي جزء آخر من حديثه، تناول نيجيرفان بارزاني مسار السلام في تركيا، وقال إن حكومة الإقليم كانت دائماً مستعدة لتقديم الدعم لإنجاح هذا المسار، لأنه يخدم جميع مكوّنات تركيا وله تأثير مهم للغاية على الإقليم وكل المنطقة.
وأوضح رئيس الإقليم: إن عملية السلام عمليةٌ بالغة الجدية، لكنها لا تصل إلى نتائج في ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى وقت، ويجب على جميع الأطراف دعمها للوصول إلى نتائج.
وأشار كذلك إلى أن دور إقليم كوردستان في عملية السلام يتمثل في مساعدة تركيا وحزب العمال الكوردستاني على الوصول إلى تفاهم، لكن هناك جدية كبيرة في أنقرة من أجل تنفيذ العملية، كما أن عبدالله أوجلان ما زال يشدد أيضاً على ضرورة المضي في هذه العملية.
وتطرق رئيس الإقليم إلى الوضع في سوريا، قائلاً إن الشعب السوري يستحق حياةً أفضل بكثير، وأن وصول أحمد شرع إلى السلطة يشكل فرصة كبيرة لإحلال الهدوء والاستقرار في البلاد.
أما بخصوص مظلوم عبدي وقوات سوريا الديمقراطية، فقال نيجيرفان بارزاني إنهم أدّوا دوراً بطولياً في مواجهة الإرهاب داخل سوريا.
وأكد مجدداً أنه لا يرى أن النظام المركزي الصارم مناسبٌ لحكم سوريا، لأنها بلد متنوع عرقياً ودينياً وثقافياً.
وقال: يجب تطبيق نموذج جديد للحكم في سوريا، لكن للأسف الحكومة هناك ما زالت متمسكة بنموذجٍ مركزي قوي، ونعتقد أن هذا النموذج لن يتمكّن من بناء مستقبلٍ أفضل للبلاد.
وبشأن دور تركيا في ملفات سوريا، أوضح رئيس إقليم كوردستان أن تركيا ترغب بشدة في حل مشكلات هذا البلد، وتبذل جهودها بهذا الاتجاه، لكن على الحكومة السورية نفسها أن تصل إلى نتيجة تتيح تطبيق نموذج جديد للحكم في سوريا.
