ناظم زهاوي لكوردستان24: تطبيق الدستور هو الطريق الوحيد لمستقبل مزدهر للعراق وكوردستان
في واحدة من أبرز لقاءات منتدى MEPS 2025 في دهوك، استضافت كوردستان24 وزير المالية البريطاني السابق ناظم زهاوي، في حوار خاص تناول فيه نتائج الانتخابات العراقية، ودور إقليم كوردستان، وشكل الحكومة المقبلة، والعلاقة بين أربيل وبغداد، إضافة إلى رؤيته لطبيعة القيادة المطلوبة لعبور المرحلة المقبلة.
حديث زهاوي حمل رسائل سياسية حادة، ورؤى إقليمية واضحة، ودعوات صريحة لتطبيق الدستور باعتباره الحل الجذري لكل الأزمات.
كوردستان24: نرحّب الآن بضيفٍ خاص في استوديو كوردستان24 داخل منتدى MEPS… السيد ناظم زهاوي، وزير المالية السابق في بريطانيا. أهلاً وسهلاً بك معنا. بدايةً… كيف وجدت أجواء MEPS؟ وكيف رأيت مدينة دهوك؟
ناظم زهاوي: أولاً، أود أن أهنئكم وأن أهنئ الجامعة الأمريكية في كوردستان على هذا التنظيم. وبالتأكيد، أهنئ رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني. توقيت المؤتمر جاء مثالياً بعد الانتخابات العراقية مباشرة، وهذا ما جعله ناجحاً جداً.
لدينا مثل في بريطانيا يقول: “يجب أن تكون قائداً شجاعاً… لكن الحظ أيضاً مهم.” وتوقيت MEPS كان مثالياً؛ فكل اللاعبين السياسيين في العراق اجتمعوا هنا تحت سقفٍ واحد.
كوردستان24: معظم الشخصيات المؤثرة في حاضر العراق ومستقبله موجودة هنا اليوم. ما الأثر الذي سيتركه هذا التجمع على خريطة الطريق المقبلة في العراق؟
ناظم زهاوي: النتائج التي حققها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بأكثر من مليون صوت مهمة جداً. هذا يؤكد أن الكورد قوة حقيقية داخل البرلمان العراقي. وجود الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، إلى جانب رئيس الوزراء السوداني، والسيد الحكيم، وخميس الخنجر… هذا كله يعكس قوة الحضور الكوردي.
اجتماع هؤلاء القادة هنا يرسل رسالة واضحة: الكورد أمام فرصة كبيرة للتأثير في مستقبل العراق وصنع عراق مزدهر.
كوردستان24: في كلماتهم داخل القاعة، تحدّث بعض القادة عن مشاكل المنطقة وعن أهمية القيادة البنّاءة. كيف ترى ذلك؟
ناظم زهاوي: العالم ينتظر قادة من طراز خاص… قادة بنّاءون. مسرور بارزاني مثال لهذا النوع من القيادات. وفي المقابل هناك قادة مضلِّلون، وأنتم تعرفونهم جيداً في المنطقة. اليوم أمام العراق خيار واضح:
إما قيادة بنّاءة… أو قيادة مضللة.
كوردستان24: الخلافات بين أربيل وبغداد… هل هي سياسية؟ مالية؟ قانونية؟ وبما أنك كنت وزير مالية سابقاً… ما الحل لمشكلة الرواتب والميزانية؟ وهل ستغير الحكومة العراقية الجديدة شيئاً؟
ناظم زهاوي: سأقولها بصراحة وببساطة: الحل هو تطبيق الدستور… فقط.
أنا أعرف كوردستان منذ أكثر من عشرين سنة، ومنذ سقوط صدام. كل شيء يوضع في مساره الصحيح عندما يُطبّق الدستور. انظروا إلى الإمارات: أبوظبي غنية لكنها كريمة مع بقية الإمارات. وفي بريطانيا: لدينا أربع أمم، لكن الاتفاق الاقتصادي واضح. لو كان لكوردستان اتفاق اقتصادي مثل اتفاقية سكوتلندا مع لندن… لما اشتكى أحد. وبصراحة… لو كنت وزير مالية العراق، لما قَبِلت أن يُعاقَب معلمٌ كوردي فقط لأنه كوردي. هذه سياسة خاطئة وغير عادلة.
كوردستان24: برأيكم… الحكومة المقبلة في بغداد ستكون أقرب إلى أي محور؟ أمريكا؟ إيران؟ وما دور بريطانيا؟
ناظم زهاوي: أرى أن الحكومة المقبلة يجب أن تكون قريبة من العراقيين أولاً. تقدم خدمات حقيقية للجميع، بما فيهم شعب إقليم كوردستان. وأكرر: طريق العراق وكوردستان للمستقبل هو تطبيق الدستور. هذا ما يجب أن يقوله رئيس الوزراء القادم.
كوردستان24: بعد 2003، الحزب الديمقراطي الكوردستاني رفع شعار التوافق والتوازن والشراكة، لكن المشاكل بقيت: المادة 140، قانون النفط والغاز، الميزانية، الرواتب، المجلس الفيدرالي… كلها معلّقة. هل تستطيع الحكومة الجديدة تجاوز هذه التحديات؟
ناظم زهاوي: نعم، هناك مشاكل، وهذا واقع. لكن هناك أيضاً بوادر إيجابية: اتفاق الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الوزراء السوداني على ضرورة تعديل قانون الانتخابات بحيث لا يميز بين الأحزاب الكوردية. هذه خطوة جيدة. وفي النهاية، العراق بلد غني جداً. إذا نُظر إلى الثروة باعتبارها “كعكة” يتشاركها الجميع، سيستفيد كل العراقيين، خصوصاً في إقليم كوردستان.
كوردستان24: شكراً جزيلاً لكم السيد ناظم زهاوي، وزير المالية السابق في بريطانيا. سعدنا بوجودك معنا في استوديو كوردستان24.
