مظلوم عبدي: الرئيس بارزاني لعب دوراً محورياً في التقارب السياسي في كوردستان
أربيل (كوردستان24)- أشار قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، إلى دور الرئيس مسعود بارزاني، في التقارب السياسي بين الأطراف الكوردستانية.
وقال: نحن نرى في هذه المرحلة أن جميع القوى السياسية في كوردستان، ولا سيما الرئيس مسعود بارزاني، لعبوا دوراً محورياً في هذا التقارب.
وأضاف: "فاللقاء الحار والتفاهم القائم اليوم جاء نتيجة دعمه المستمر لعملية السلام في شمال كوردستان، ومساندته للحوار في غرب كوردستان، إضافة إلى دعمه لمشروع توحيد القوى السياسية هناك. وقد كان لهذا الدور أثر بالغ، ونحن على يقين بأن هذا الدعم سيتعزز في المرحلة المقبلة".
أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أن تطبيق اتفاقية العاشر من آذار بين "قسد" ودمشق يتطلب وجود إرداة سياسية قوية.
ووصل قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)- مظلوم عبدي، صباح اليوم الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025، إلى الجامعة الأمريكية في كوردستان - دهوك، للمشاركة في أعمال مؤتمر ميبس25.
وقال في مستهل كلمته"أشكر كثيراً مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كوردستان والجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك ، على دعوتي للمشاركة في النسخة السادسة لمنتدى ميبس25 في مدينة دهوك. لقد استُقبلت بحفاوة كبيرة وأنا سعيد جداً بهذه المشاركة".
وأضاف: "منذ مدة طويلة ونحن في حالة نزاع، ونحن نعرف جيدًا ورأينا في نهاية كل صراع أن المشكلات تُحل بالحوار. حتى إذا حققت النصر في الحرب، لا بد أن تلجأ إلى الحوار. لقد رأينا ذلك بشكل واضح جدًا في سوريا. السبب الرئيسي لسقوط نظام بشار الأسد كان رفض الحوار والانغلاق على النظام المركزي، ولذلك اندلعت ثورة ضده وانهارت من الداخل".
ومضى في القول: "منذ بداية أحداث سوريا واندلاع الثورة، كنا ضد الحرب، وطالما لم تُفرض علينا الحرب، لم نقاتل. بعد ذلك اخترنا طريق الحوار، ولا داعي لخوض أي حرب أخرى. هذا هو موقفنا وموقف كل الشعب السوري، لأن المشاكل لا تُحل بالحرب".
وأردف: "في الاتفاقية التي جرت في العاشر من آذار مع أحمد شَرع، رئيس الجمهورية السورية، تحدثنا ومنعنا حدوث الكثير من الأمور، وبسبب ذلك كنا جميعًا في مواجهة صراع شديد، ولكن بفضل تلك الاتفاقية توقفنا. كذلك تم منع تقسيم سوريا وإبعاد التفرقة بين مكونات جميع المحافظات في البلاد. أيضًا، خلال المئة سنة الماضية لم يتم التطرق لقضية الكورد في سوريا، لكن في تلك الاتفاقية تم طرح القضية والتأكيد عليها، ووجوب منح حقوق الشعب الكوردي وجميع المكونات في إطار الدستور السوري الجديد".
وتابع: "يبدو أنه لا يمكن لسوريا أن تعود كدولة مركزية مثل عهد نظام البعث، بعد خمسة عشر عاماً من الحرب داخل سوريا، يجب أن تكون هناك سوريا لا مركزية بحيث يتمكن كل إقليم من إدارة نفسه. لقد أصبحت هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ويجب على الجميع قبول هذه الحقيقة واتخاذ خطوات في هذا الإطار".
وأكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي خلال كلمته في منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط (MEPS 2025) في دهوك، أن سوريا وصلت إلى مرحلة لم يعد فيها للحرب مكان، وأنّ الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 13 عاماً.
وقال عبدي إن السوريين خبروا الحروب جيداً، وإن غياب الحوار كان واحداً من أبرز أسباب سقوط النظام البعثي، مشدداً على أن قسد والإدارة الذاتية لم تختارا الحرب يوماً، بل فُرضت عليهما. وأوضح أن ما تحتاجه سوريا اليوم لا يمكن تحقيقه عبر القتال، بل من خلال مفاوضات وطنية شاملة.
وكشف عبدي أن اتفاق العاشر من آذار شكّل منعطفاً مهماً بإغلاق الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا ومنع انزلاقها إلى حرب أهلية، مؤكداً أن الاتفاق ضمن الاعتراف الدستوري بحقوق الكورد، رغم أنه جاء بوساطات جزئية وفي ظروف معقدة.
وأشار إلى أن مرحلة الحوار الحالية تواجه معوقات كبيرة، أبرزها انعدام الثقة بين الطرفين، واستمرار المخاطر على حيي الشيخ مقصود والاشرفية في حلب، إلى جانب إجراءات حكومية أقصت أطرافاً مختلفة، ما ولّد مخاوف إضافية، وكذلك عدم تحقق عودة المهجرين قسرا إلى ديارهم مثل مهرجي عفرين.
ورغم ذلك، عبّر عن ثقته بأن الإرادة السياسية لتنفيذ اتفاق 10 آذار يمكن أن تنجح، مؤكداً أن "شمال وشرق سوريا" يمتلك هذه الإرادة ويدعم استمرارها، ومطالباً الحكومة الانتقالية في سوريا بإبداء خطوات واضحة مماثلة، وكذلك دول الجوار.
وشدد عبدي على أن الإدارة الذاتية وقسد بمؤسساتها كافة المشكلة في شمال وشرق سوريا لا تشكلان خطراً على أي جهة، موجهاً رسالة مباشرة إلى تركيا قائلاً:
"نطالب جارتنا تركيا ألّا ترى في مؤسساتنا العسكرية والإدارية والأمنية تهديداً، فهي مؤسسات للسلام والأمن".
وأوضح أن المجتمع الدولي يتجه نحو إعطاء سوريا "فرصة جديدة للحوار"، وأن الإدارة الذاتية بدورها مستعدة للمضي في هذه الفرصة حتى النهاية، مطالباً الجميع في مقدمتها تركيا منح الحوار بين شمال شورق سوريا والحكومة الانتقالية مثل تلك الفرصة لحل القضايا بالحوار.
وعن سير المفاوضات في اتفاقية العاشر من اذار، قال عبدي إن العمل لا يزال مستمراً رغم الثقل والبطء، وإن الملفات العسكرية والأمنية شهدت تقدماً كبيراً ولم يبقَ سوى "تفاصيل أخيرة" قبل الإعلان الرسمي عنها بشكل مكتوب وخطي موقع بين الطرفين.
أما الملفات المتعلقة بالإدارة وشكل الحكم، فما تزال قيد التفاوض، مؤكداً أن سوريا لن تعود إلى النظام المركزي بعد كل ما جرى خلال 15 عاماً من الحرب، وأن هذه مسألة محسومة بالنسبة لشعوب شمال وشرق سوريا.
ودعا عبدي الأطراف السياسية في إقليم كوردستان إلى لعب دور أكبر في دعم وحدة الصف الكوردي وتعزيز عملية السلام في تركيا، إضافة إلى دعم الحوار بين شمال وشرق سوريا والحكومة الانتقالية.
كما دعا أبناء الشعب الكوردي في إقليم كوردستان وشمال كوردستان والخارج إلى الإسهام بقوة في مرحلة إعادة إعمار سوريا، مؤكداً أن للكورد دوراً مركزياً في بناء الاستقرار والسلام في المنطقة.
وختم عبدي بالتأكيد على أن قوات سوريا الديمقراطية وشعوب شمال وشرق سوريا، بدعم من التحالف الدولي، قدمت تضحيات كبيرة لهزيمة داعش، وأن المرحلة الجديدة تتطلب دعماً سياسياً واسعاً للمضي نحو مستقبل أكثر استقراراً وسلاماً لسوريا والمنطقة.
