عثمان بايدمير من منصة MEPS25: الوحدة الكوردية بوابة السلام… وأربيل أقرب من جنيف لصناعة الحل

أربيل (كوردستان24)- في كلمة مؤثرة ألقاها خلال الجلسة الختامية لمنتدى الشرق الأوسط للسلام والأمن (MEPS)، دعا السياسي الكوردي البارز والعضو السابق في البرلمان التركي عثمان بايدمير إلى تعزيز الوحدة القومية الكوردية، مؤكداً أنها الطريق الأوضح نحو السلام والاستقرار في المنطقة. جاءت كلمة بايدمير وسط تفاعل كبير من الحضور، وفي سياق سياسي تبرز فيه مبادرات الحوار من شمال كوردستان إلى غرب كوردستان وجنوب كوردستان.

بدأ بايدمير خطابه بالتعبير عن امتنانه العميق للمشاركين والمنظمين، مؤكداً أنه يشعر بأنه شاهدٌ مرة أخرى على “الصورة التي طالما اشتاق إليها الشعب الكوردي”، في إشارة إلى التقارب الكوردي–الكوردي ورغبة الأطراف في توحيد الصف.

وشدد بايدمير على أن السلام هو “أقدس عمل”، موجهاً شكره لقيادة إقليم كوردستان، وعلى رأسها الرئيس مسرور بارزاني رئيس حكومة الإقليم، إلى جانب الجامعة الأمريكية في دهوك والقائمين على تنظيم المؤتمر، لما وفرته هذه المنصة من مساحة للحوار وإعادة إنتاج الأمل.

كما خصّ الجنرال مظلوم عبدي ووفد غرب كوردستان بالشكر، مؤكداً أن حضورهم في المؤتمر يمثّل خطوة مهمة نحو التفاهم المشترك بين أجزاء كوردستان، ومذكّراً بأن الشعب الكوردي يعرف حجم آلامه، لكنه يعرف أيضاً “علاج هذه الآلام”.

وأكد بايدمير أن العلاج يكمن في “الاتفاق الداخلي والوحدة القومية”، موضحاً أن هذه الوحدة لا تستهدف أنقرة ولا بغداد ولا دمشق ولا طهران، بل تهدف إلى بناء شراكة جديدة في الشرق الأوسط تقوم على الديمقراطية والعدالة والمساواة.

وفي معرض حديثه عن المسار التاريخي، استعاد بايدمير رمزية قادة الحركة الكوردية، من قاضي محمد والملا مصطفى البارزاني الخالد إلى مقاومة كوباني، قائلاً إن تضحيات الشهداء “مزّقت الأكفان التي فُرضت على الكورد منذ اتفاقية سايكس-بيكو”، وإن المرحلة الحالية تتطلب الانتقال من روح المقاومة إلى روح الدبلوماسية والتفاوض.

وأشار بايدمير إلى أهمية تجربة اتفاق 26 نيسان/أبريل في غرب كوردستان (اتفاق أربيل)، معتبراً أنه خطوة محورية جاءت بدعم صادق من الرئيس مسعود بارزاني، ومطالباً بتعزيزها في المرحلة المقبلة.

ودعا بايدمير قادة وأحزاب جنوب كوردستان إلى الإسراع في توحيد الصف الداخلي وتشكيل حكومة قوية، مؤكداً أن هذا التماسك سيكون “أعظم ضمانة لغرب كوردستان وللكورد جميعاً”.

وختم بايدمير رسالته بالتشديد على أن أربيل أقرب من جنيف لتكون مركزاً للحوار والمفاوضات بين الأطراف الكوردية والإقليمية، مشيراً إلى تجارب اللامركزية في اسكتلندا وأيرلندا وكاتالونيا والباسك كنماذج يمكن الاستفادة منها في رسم مستقبل أكثر استقراراً لكوردستان والمنطقة.

واختتم بالدعاء للشعب الكوردي والكوردستاني، قائلاً: “فليكن الله معكم… وليحفظ الله كورد وكوردستان.”

 
 
Fly Erbil Advertisment