إلهام أحمد: جذور الأزمة السورية تنبع من ذهنية قائمة على السلطة والسلاح وتهميش المكونات "خاصة الكورد"
أربيل (كوردستان24)- أكدت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، خلال منتدى MEPS 2025، أن "جذور الأزمة السورية تنبع من ذهنية قائمة على السلطة والسلاح، أدت إلى تهميش المكونات، وخاصة الكورد، والتمييز ضد المرأة، مشددة على ضرورة وضع دستور يضمن الحقوق والتشاركية، معتبرة أن تجاوز الذهنيات الإقصائية والحدود المصطنعة والتمييز ضد المرأة أساس لتحقيق السلام في سوريا".
وخلال مشاركتها في جلسة حوارية ضمن منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2025 في الجامعة الأمريكية بدهوك، حول سوريا وكيفية تأمين الاستقرار فيها، أكدت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، أن جذور الأزمة السورية مرتبطة بذهنية "مبنية على السلطة والسلاح".
وأن هذه الذهنية تسيطر على الشرق الأوسط، معتبرة أنها وراء تفاقم قضايا متعددة، أبرزها تهميش الشعب الكوردي وحرمانه من حقوقه، إضافة إلى استمرار التمييز ضد المرأة.
وأشارت إلى أن الأزمة السورية لن تُحلّ دون تغيير هذه الذهنية إلى أخرى "تتقبل الآخر"، مشددة على ضرورة صياغة دستور يضمن حقوق جميع المكونات، وإقامة إدارة تشاركية بعيدة عن الإقصاء الذي يؤدي دائماً إلى الصدام والحرب.
وأضافت أن سوريا، بعد سنوات طويلة من الحرب والأزمة، تحتاج إلى وضع كل مكوّن نفسه، مكان المكوّن الآخر، لفهم احتياجاته والسير نحو التفاهم.
وانتقدت استمرار "التسلط الثقافي والسياسي" بين المكونات، معتبرة أن اتفاقية سايكس بيكو كانت من أبرز مخرجات هذه الذهنية، وما زالت تداعياتها تعرقل تقدّم الحوار داخل سوريا.
وأوضحت أن الاتهامات الموجّهة لـ "إقليم شمال وشرق سوريا" تعرقل المفاوضات مع الحكومة الانتقالية، وتعكس تلك الذهنية التي تمنع الحوار والتقبل.
وشددت إلهام على أن تحقيق السلام والاستقرار يتطلب إعلاماً داعماً للأمن والاستقرار، ومناهج تعليمية مبنية على التشاركية والاعتراف بجميع المكونات، إضافة إلى تمكين المرأة سياسياً، معتبرة أن تمثيلها شرط أساسي لأي عملية سلام.
كما رأت أن الحدود المصطنعة في المنطقة تشكّل عائقاً أمام التواصل بين الشعوب، مؤكدة أن تجاوزها قد يسهم في استقرار أوسع.
وانطلقت صباح أمس الثلاثاء 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2025، في تمام الساعة العاشرة، أعمال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2025 في الجامعة الأمريكية في كوردستان - دهوك، تحت عنوان: "الفوضى المسيّرة؛ شرق أوسط جديد".
وحضر الجلسة الافتتاحية الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس مجلس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني.
ويشارك في المنتدى عدد كبير من الشخصيات السياسية والأكاديمية والباحثين والكتّاب من أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط، لمناقشة التحديات الأمنية والتحولات السياسية في المنطقة، في إطار سلسلة جلسات وحوارات تمتد على مدار أيام المنتدى.
ومنتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط هو مؤتمر سنوي تنظمه الجامعة الأمريكية في كوردستان - دهوك منذ انطلاق نسخته الأولى عام 2019. ويشهد هذا العام انعقاد النسخة السادسة، التي تستمر فعالياتها لمدة يومين.
وعُقد منتدى (MEPS) في نسخته السابقة يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
