دراسة: الأنشطة البشرية وراء موجة الجفاف في إيران والعراق وسوريا
أربيل (كوردستان24)- كشفت دراسة جديدة أن موجة الجفاف غير المسبوقة التي تضرب كلاً من إيران والعراق وسوريا، ناجمة بشكل أساسي عن الأنشطة البشرية. وفي هذا السياق، يحذر العلماء من احتمالية جفاف الموارد المائية لنحو ثلث المدن الكبرى في العالم بحلول عام 2050.
وأعلنت مجموعة علماء "إسناد الطقس العالمي" (WWA)، أن ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري يُعد السبب الرئيسي للجفاف في هذه الدول الثلاث. واستناداً إلى أدلة قوية، أظهرت الدراسة أن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري قد ضاعف من مخاطر الجفاف بمقدار 10 مرات، مؤكدة أنه لولا حجم هذه الأنشطة البشرية، لما استمرت موجة الجفاف لهذه الفترة الطويلة.
وتعزو الدراسة أسباب تفاقم أزمة المياه في الدول الثلاث أيضاً إلى سوء الإدارة، الاستخدام غير الرشيد للمياه، الرعي الجائر لأعداد كبيرة من الماشية، بالإضافة إلى التوسع الزراعي. وكان العلماء قد حذروا منذ عام 2015، استناداً إلى أبحاثهم، من أن منطقة الشرق الأوسط ستكون الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية مقارنة ببقية مناطق العالم.
الوضع في إيران
وفيما يخص الشأن الإيراني، أشارت الدراسة إلى أن "تدهور المناخ وأزمة الجفاف وشح المياه في البلاد يعود إلى الاستخدام المفرط للمياه في الزراعة والاستنزاف الهائل للمياه الجوفية". وأوضحت أن 90% من المياه في إيران تُستهلك في القطاع الزراعي، مما يجعل المزارعين الذين يعتمدون في دخلهم حصراً على الزراعة، الضحية الأولى لهذه الأزمة.
وقد أدت أزمة المياه المستمرة في مراكز المدن الكبرى، مثل طهران، إلى اتخاذ إجراءات لتقليل حصص المياه وفرض رقابة صارمة على استخدامها في الزراعة.
وقد تحولت هذه الأزمة، لا سيما في العاصمة طهران، والمحاولات الحكومية غير المجدية لمواجهتها، إلى حديث يومي للشارع ووسائل الإعلام. وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد صرح سابقاً قائلاً: "نتيجة للنمو غير المخطط له، لم يعد لدينا اليوم مياه جوفية، وسدودنا توشك على الجفاف تماماً".
أزمة إقليمية وعالمية
إيران ليست الدولة الوحيدة التي تعاني؛ فالوضع في العراق ليس أفضل حالاً، حيث لم تشهد البلاد جفافاً بهذه القسوة منذ عام 1933، كما أن سوريا تعاني من وضع مشابه لجارتيها. وعلى الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن الموارد المائية لما يقرب من ثلث المدن الكبرى في العالم مهددة بالجفاف بحلول عام 2050.
