وزير الخارجية الإيراني يبحث مع نظيره الفرنسي الملف النووي
أربيل (كوردستان 24)- يلتقي وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإيراني عباس عراقجي يوم الأربعاء في باريس، في إطار المحادثات المستمرة حول البرنامج النووي الإيراني والملفات الإقليمية والعقبات أمام عودة مواطنين فرنسيين إلى بلادهم.
وجاء الإعلان عن اللقاء من الخارجية الفرنسية يوم الاثنين 24 نوفمبر 2025، حيث أكدت أن المحادثات مع السلطات الإيرانية "مستمرة منذ أشهر عدة حول البرنامج النووي الإيراني والقضايا الإقليمية وملفاتنا الثنائية".
وأضافت أن اللقاء سيشكل "فرصة لدعوة إيران إلى استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، في إشارة إلى تعليق طهران تعاونها بعد الهجمات الإسرائيلية على منشآتها النووية.
وفي 13 يونيو/حزيران 2025، شنت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على منشآت إستراتيجية إيرانية، أسفر حسب مصادر عن مقتل العشرات من المسؤولين الكبار والعلماء النوويين الإيرانيين.
وأدى ذلك إلى حرب استمرت 12 يوماً بين البلدين، قصفت خلالها الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
ورداً على ذلك، علقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقيّدت وصول مفتشيها إلى المواقع التي قُصفت.
ويأتي لقاء الوزيرين بعد أيام فقط من تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يوم الخميس 20 نوفمبر 2025، يدعو إيران إلى التعاون "الكامل وبدون تأخير" مع مفتشي الوكالة.
ورداً على القرار، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة "إكس" يوم الجمعة 21 نوفمبر 2025: "بما أن دول الترويكا (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) والولايات المتحدة تبحث عن التصعيد، فهي تعرف جيداً أن النهاية الرسمية لاتفاق القاهرة هي نتيجة مباشرة لاستفزازاتها".
وأضاف: "تماماً كما قوّضت إسرائيل والولايات المتحدة المسار الدبلوماسي في حزيران/يونيو، فقد قامت واشنطن ودول الترويكا بنسف اتفاق القاهرة".
يذكر أن اتفاق القاهرة الموقع في سبتمبر/أيلول 2025 بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مثل أول إنجاز دبلوماسي منذ تعليق طهران لتعاونها في يوليو/تموز 2025.
المحتجزون الفرنسيون
إلى جانب الملف النووي، سيناقش الوزيران قضية المواطنين الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باري، اللذين أفرجت عنهما السلطات الإيرانية في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بعد ثلاث سنوات ونصف من الاحتجاز.
وأكدت الخارجية الفرنسية أن الاثنين أصبحا "بأمان" داخل مقر السفارة الفرنسية في طهران، في انتظار استكمال الإجراءات اللازمة لمغادرة الأراضي الإيرانية.
وقال متحدث باسم الوزارة: "مع ترحيبنا بالإفراج عنهما، سنواصل المطالبة بعودتهما سريعاً إلى فرنسا"، وفق ما نقله موقع يورونيوز.
تفاصيل القضية
وكانت السلطات الإيرانية قد أوقفت سيسيل كولر (41 عاماً) وهي مدرّسة، وجاك باري (72 عاماً) وهو أستاذ متقاعد، في 7 مايو/أيار 2022 خلال اليوم الأخير من رحلة سياحية إلى إيران.
ووجهت إليهما تهم تتعلق بـ"التجسس لصالح المخابرات الفرنسية" و"التآمر ضد الأمن القومي"، قبل أن تصدر بحقهما في أكتوبر/تشرين الأول 2025 أحكاماً قاسية بالسجن لسنوات طويلة، شملت عقوبات إضافية بـ"السجن في المنفى" بتهم مرتبطة بـالتعاون مع إسرائيل.
واحتُجز الاثنان بداية في القسم 209 من سجن إيفين في طهران، المخصص للسجناء السياسيين. وقد وصفت باريس ظروف احتجازهما بأنها غير إنسانية و"ترقى إلى مستوى التعذيب".
من جهتها، قالت الخارجية الإيرانية إن الإفراج عن الفرنسيين تم "بكفالة" وإنهما الآن في "حرية مشروطة"، وسيخضعان للمراقبة إلى حين المرحلة القضائية التالية.
ويأتي الإفراج عن كولر وباري في إطار سلسلة إفراجات عن مواطنين فرنسيين خلال الأشهر الماضية.
ففي سبتمبر/أيلول 2025، أطلقت طهران سراح لينارت مونتيرلوس، الشاب الفرنسي الألماني البالغ 19 عاماً، الذي اعتقل في يونيو/حزيران 2025 أثناء رحلة بالدراجة في إيران.
وفي مارس/آذار 2024، كانت طهران قد أفرجت عن فرنسيين آخرين هما أوليفييه غروندو ورجل لم يُكشف عن اسمه.
