الحركة الإسلامية والحزب الاصلاحي التركماني بصوت واحد لبغداد: أوقفوا صواريخ "اللا دولة" على غاز كوردستان
أربيل (كوردستان24)- أثار الهجوم الصاروخي الذي استهدف حقل "كورمور" الغازي في قضاء جمجمال ليلة أمس، موجة إدانات سياسية واسعة في إقليم كوردستان، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية خطيرة وهروب للشركات الاستثمارية، ومطالبات للحكومة الاتحادية بوضع حد لسياسة "الإفلات من العقاب".
في بيان شديد اللهجة، وصفت الحركة الاسلامية في كوردستان الهجوم بـ"الغادر والجبان"، مشيرة إلى أنه نفذ بواسطة "أيدٍ سوداء مجهولة".
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة، د. عبد الله ورتي، في بيان صدر اليوم: "ندين بأشد العبارات هذا العمل اللاإنساني الذي أدى لانقطاع الكهرباء عن مدن الإقليم".
وحمّل ورتي الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم مسؤولية حماية هذه المنشآت بوصفها "ملكاً لجميع المواطنين"، معبراً عن قلقه العميق من تكرار السيناريو ذاته، حيث قال: "لقد كانت هذه المواقع هدفاً لمرات سابقة، ولم يتم اعتقال منفذي تلك الجرائم بعد"، مطالباً بغداد بالإسراع في كشف الجناة وتقديمهم للعدالة.
من جانبه، حذر الحزب الإصلاحي التركماني من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى شلل اقتصادي.
وأكد عبد القادر بازرگان في بيان له اليوم، أن الهجوم يعكس "عقلية لا تؤمن بالإطار الدستوري لكوردستان وتعادي التقدم". وشدد بازرگان على أن الخطر لا يقتصر على انقطاع الكهرباء، بل يهدد "بهروب الشركات المحلية والأجنبية أو تعليق أعمالها"، داعياً الحكومة العراقية لإنهاء ملف الاستهدافات الذي يضرب البنية الاقتصادية للعراق والإقليم معاً.
يُعد حقل "كورمور" في قضاء جمجمال (محافظة السليمانية) أكبر حقل غازي في إقليم كوردستان، وتديره شركة "دانة غاز" الإماراتية (كونسورتيوم بيرل بتروليوم). يعتبر الحقل "العمود الفقري" لمنظومة الطاقة، حيث يزود محطات توليد الكهرباء في أربيل والسليمانية ودهوك بالوقود اللازم للتشغيل، وتوقفه يعني انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي في الإقليم.
لم يكن هجوم ليلة أمس حدثاً معزولاً؛ إذ تعرض الحقل لسلسلة هجمات متكررة بالصواريخ (كاتيوشا) والطائرات المسيرة المفخخة خلال الأعوام (2022، 2023، 2024). ورغم تشكيل لجان تحقيقية مشتركة بين بغداد وأربيل في مرات سابقة، إلا أن النتائج غالباً ما تبقى طي الكتمان أو تُقيد ضد "جماعات خارجة عن القانون"، وهو ما أشار إليه بيان حركة الإسلام حول "عدم اعتقال المنفذين".
يأتي هذا الهجوم في وقت يسعى فيه العراق وإقليم كوردستان لتعزيز إنتاج الغاز لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد، مما يجعل لهذه الهجمات أبعاداً سياسية تهدف لعرقلة مشاريع التنمية والاستقلال الطاقي، وفقاً لمراقبين وبيان الحزب الإصلاحي التركماني.
