خبير سياسي: استهداف كورمور يحمل خلفيات سياسية مرتبطة باقتصاد كوردستان
أربيل (كوردستان24)- اعتبر المحلل السياسي العراقي عبد الرحمن الجزائري أن الهجوم الأخير الذي طال حقل غاز كورمور في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية "ليس عملاً عسكرياً معزولاً"، بل يأتي في سياق "صراع سياسي واقتصادي واسع يستهدف إقليم كوردستان ومنظومته الاقتصادية".
وقال الجزائري في تصريح خاص إن حقل كورمور يُعد واحداً من أهم مصادر الطاقة في العراق، إذ يزوّد الإقليم بأكثر من 80% من إنتاج الغاز المستخدم في توليد الكهرباء، وهو ما جعل منه – بحسب رأيه – "أهدافاً متكررة لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ خلال السنوات الأخيرة".
الجزائري: ما جرى ليس صدفة… وإنما صراع سياسي يتجاوز الحدود
ويرى الخبير أن الهجوم الأخير يحمل دلالات خطيرة، قائلاً:
"هناك خلفيات سياسية واضحة وراء استهداف اقتصاد كوردستان. الإقليم حقق تقدماً اقتصادياً كبيراً خلال السنوات الماضية، وهذا خلق صراع مصالح مع أطراف داخلية وخارجية تسعى إلى إضعافه أو تعطيل نموه."
وأشار إلى احتمالين رئيسيين قيد البحث في التحقيقات الأولية:
1. أن تكون الهجمات صادرة من داخل الإقليم، في إطار صراع سياسي بين أحزاب ومراكز نفوذ.
2. أو أن تكون الهجمات قادمة من خارج الإقليم عبر جماعات مسلحة لا تخضع للسلطة الرسمية.
وقال الجزائري إن الرادارات وبيانات الرصد قد تكشف الجهة المنفذة "خلال الأيام المقبلة"، إلا أنه انتقد ضعف رد الفعل الحكومي، معتبراً أن بيان بغداد لم يكن بمستوى الحدث على حد تعبيره.
"الهجوم يستهدف المواطن قبل السياسة"
وأوضح المحلل أن تعطيل حقل كورمور يعني عملياً تعطيل الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية، ما ينعكس مباشرة على حياة المواطنين داخل الإقليم، مضيفاً:
"الهجوم على الكهرباء هو هجوم على حياة الناس. هناك أطراف تريد خلق أزمة داخلية وجر الإقليم نحو توتر أمني وسياسي."
وأكد الجزائري أن استمرار هذه الهجمات يهدد الأمن والسلم المجتمعي ويضع الحكومة العراقية أمام مسؤولياتها تجاه حماية البنى التحتية والسيادة الوطنية.
كورمور… عمود الطاقة في الإقليم
يعد حقل كورمور أكبر مشروع غازي في كوردستان، وتديره شركة دانة غاز الإماراتية ضمن كونسورتيوم بيرل بتروليوم. ويغذي الحقل محطات الكهرباء في:
أربيل
السليمانية
دهوك
وأجزاء من كركوك
وتوقفه يعني خفض إنتاج الطاقة بشكل حاد، وهو ما حدث فعلاً بعد الهجوم الأخير.
استهداف متكرر منذ 2022
لم يكن هجوم ليلة أمس الأول من نوعه، الحقل تعرض خلال الأعوام:
2022 – 2023 – 2024 – 2025
لسلسلة من الاعتداءات بالصواريخ والطائرات المسيرة، ورغم تشكيل لجان تحقيق بين بغداد وأربيل، لم تعلن أي نتائج حاسمة، وعادة ما تُقيد القضايا ضد "جهات مجهولة".
