فوربس: هجوم "كورمور" يهدد استثمارات واشنطن.. ودعوات لتزويد كوردستان بمنظومة دفاعية
أربيل (كوردستان24)- نشرت مجلة أمريكية شهيرة تقريراً يفيد بأن الهجوم الأخير على حقل غاز "كورمور" أثبت حاجة إقليم كوردستان الفورية لتزويده بأنظمة دفاعية.
وسلطت مجلة "فوربس" (Forbes) الأمريكية الضوء في تقريرها على الهجوم الذي استهدف حقل غاز كورمور قبل عدة أيام، مشيرة إلى أن الهجوم تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بنسبة 80% في عموم مدن إقليم كوردستان. وأكدت المجلة أن هذا الحادث يبرهن على ضرورة نشر أنظمة دفاعية في المنطقة بشكل فوري، لا سيما وأن إقليم كوردستان يُعد مركزاً لاستثمارات كبرى الشركات الأمريكية، وتجمعهما مصالح مشتركة.
وبحسب المجلة، فإن الهجمات على إقليم كوردستان "غير مبررة" وتستهدف البنية التحتية المدنية ومواقع حيوية مسؤولة عن توفير الطاقة. ففي الوقت الذي نجحت فيه حكومة إقليم كوردستان في توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة للمواطنين، تسبب الهجوم في تقليص ساعات التجهيز إلى 5 ساعات فقط. وعليه، دعت المجلة الإدارة الأمريكية إلى التفكير جدياً في تزويد الإقليم بأنظمة دفاعية لتمكينه من حماية بنيته التحتية الحيوية ومواطنيه ضد هذه الهجمات الاستفزازية وغير المبررة.
وكان حقل غاز كورمور، الواقع ضمن حدود قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، قد تعرض لهجوم في حوالي الساعة 11:30 من مساء يوم الأربعاء، 26 تشرين الثاني.
وعقب الهجوم، أصدر رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، بياناً أدان فيه الحادث بشدة، قائلاً: "أدعو شركاءنا الأمريكيين والدوليين إلى توفير معدات الدفاع اللازمة لحماية بنيتنا التحتية المدنية، ودعمنا في اتخاذ خطوات جادة لمنع تكرار هذه الهجمات التي تستهدف شعب كردستان ومكتسباتنا".
وفي سياق متصل، أجرى مسرور بارزاني اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لبحث تداعيات الهجوم. وعلى إثر ذلك، شُكل وفد أمني رفيع المستوى برئاسة عبد الأمير الشمري، وبصحبة وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد، ورئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي حميد الشطري، حيث أجروا زيارة ميدانية لحقل كورمور بهدف التحقيق في الحادث وكشف هوية المنفذين.
وبعد مرور يومين عصيبين عانى فيهما المواطنون من نقص حاد في الكهرباء إثر انخفاض الإنتاج بنسبة 80%، أعلنت وزارة الكهرباء في حكومة الإقليم في بيان لها، عودة الشبكة الوطنية إلى وضعها الطبيعي، واستئناف تزويد الكهرباء على مدار 24 ساعة في مشروع "روناكي".
وفي بيان لاحق، أكد رئيس حكومة الإقليم أنه بعد إتمام التحضيرات الفنية والتوصل إلى اتفاق مع شركة "دانة غاز"، استؤنفت عمليات الإنتاج وعاد وضع الكهرباء إلى طبيعته، مشيداً بإرادة إدارة وموظفي الشركة.
وشدد مسرور بارزاني على أنه يتابع الموقف مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لضمان ملاحقة مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي وتقديمهم للعدالة، أياً كانت الجهة التي ينتمون إليها أو المكان الذي يتواجدون فيه. وحذر بارزاني من أن "العراق لن يتمكن من جذب الاستثمارات الأجنبية إذا استمرت الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في استهداف البنية التحتية الاقتصادية للبلاد دون عقاب".
واختتم رئيس الحكومة تصريحاته بالإشارة إلى أن "الأعداء لا يروق لهم ما يشهده الإقليم من تقدم، ويسعون لإعادة الظلام"، مطمئناً الجميع بأن الحكومة تعمل مع الشركاء الدوليين لحماية السكان والبنية التحتية، وأن مثل هذه الهجمات لن توقف مسيرة الإعمار.
