انحسار مياه "دوكان" يفتح شهية المزارعين.. زراعة في "أرض المخاطر" أملاً بـحصاد وفير

أربيل (كوردستان24)- منذ عام 1958، ومع اكتمال بناء سد دوكان وامتلائه بالمياه، غمرت المياه نحو 50 ألف دونم من الأراضي الزراعية المحيطة بالبحيرة. لكن المعادلة تتغير عندما ينخفض منسوب المياه؛ حيث تظهر هذه الأراضي مجدداً لتصبح هدفاً للمزارعين الذين يتسابقون لزراعتها، رغم المخاطر الكبيرة.
وفي هذا العام، ومع تسجيل انخفاض قياسي في مناسيب المياه لم تشهده البحيرة منذ 67 عاماً، اندفع الفلاحون بحراثاتهم نحو قاع البحيرة الجاف.
مغامرة "يا نصيب"
يقول المزارع (قادر محمد) لكوردستان 24: "هذا العام شهدنا تراجعاً للمياه لم نعهده من قبل. هذه الأراضي التي ظهرت تمتاز بخصوبة استثنائية تفوق الأراضي الجبلية (أراضي الظهر) بمراحل. فإذا كان الطن الواحد في الأراضي العادية يعطي 10 أطنان، فإن هذه الأرض قد تعطي 20 أو 30 طناً".
ويضيف قادر: "نحن نزرع ونتوكل على الله، ونردد دائماً: سنة لنا، وعشر سنوات للبحيرة"، في إشارة إلى أنهم يغتنمون فرصة الجفاف لتعويض السنوات التي تكون فيها الأرض مغمورة.
بين الربح والخسارة
من جانبه، يصف المزارع (إسماعيل علي) الأمر بأنه أشبه بـ"المقامرة"، موضحاً: "في العام الماضي غمرت المياه محاصيلنا وخسرنا الموسم، لكن الناس اعتادت على هذه المخاطرة. إذا كان موسم الأمطار غزيراً وارتفع المنسوب، سنخسر كل شيء، أما إذا بقي المنسوب منخفضاً، فسنحصد غلة وفيرة تعوضنا".
ويؤكد إسماعيل: "زراعة هذه الأرض أفضل من تركها، إنتاجيتها تعادل ضعفين أو ثلاثة أضعاف الأراضي الأخرى. نحن نزرع ونقول: إما الغبار وإما القطن (كناية عن الربح الوفير أو الخسارة الكلية)".
أراضي بلا ضمانات
تُعرف هذه المساحات محلياً بـ"الأراضي المحرمة" أو أملاك البحيرة، ولا يوجد أي ضمان حكومي أو تعويض للمزارعين في حال غمرتها المياه. في سنوات "الري" والفيضان، تبتلع البحيرة جهودهم، ولكن في سنوات الجفاف، تغريهم خصوبة التربة العالية التي لم تُستنزف، فيعودون لزراعتها متمسكين بالأمل، وشعارهم الدائم: إما أن نربح الذهب، أو يذهب الجهد هباءً.


تقریر: آراس أمين – كوردستان 24 – رانية

 

 
Fly Erbil Advertisment