روسيا ترى أن تقدمها في أوكرانيا يعزز موقفها في مفاوضات انهاء الحرب
أربيل (كوردستان 24)- قال الكرملين الأربعاء إن النجاحات الميدانية الأخيرة التي حققها الجيش الروسي في أوكرانيا عززت موقفه في محادثات إنهاء القتال، في حين يستعد الجانبان لمزيد من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وواصل مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر المباحثات حتى وقت مبكر الأربعاء مع الرئيس فلاديمير بوتين، ولكن لم يُعلن عن أي تقدم يُذكر نحو تسوية سلمية.
وأكد الكرملين عدم التوصل إلى أي "حل وسط" بشأن قضية التنازل عن الأراضي التي يعتبرها حاسمة، وأن مشاركة أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما زالت مسألة "رئيسية".
وأعرب البيت الأبيض عن تفاؤله بشأن خطته لإنهاء أسوأ نزاع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن هذا الأمل بدا وكأنه قد تضاءل الأربعاء، حين قالت موسكو إنها تعتبر بعض البنود "غير مقبولة" في النسخة المعدلة من الخطة الأميركية التي حملها ويتكوف وكوشنر.
ميدانيا، تسارعت وتيرة التقدم الروسي في شرق أوكرانيا الشهر الماضي، وصرح بوتين في الأيام الأخيرة أن موسكو مستعدة لمواصلة القتال للسيطرة على ما تبقى من الأراضي التي تطالب بها إن لم تتنازل عنها كييف.
وقال يوري أوشاكوف، المستشار السياسي للكرملين الذي شارك في المحادثات الأميركية الروسية للصحافيين "تأثر تقدم المفاوضات وطبيعتها بنجاحات الجيش الروسي في ساحة المعركة خلال الأسابيع الأخيرة".
وأضاف "لقد ساهم جنودنا الروس، من خلال إنجازاتهم العسكرية، في جعل تقييمات شركائنا الأجانب بشأن مسارات التسوية السلمية أكثر ملاءمة".
وأصرت موسكو على أنه ليس صحيحا القول بأن بوتين رفض الخطة بمجملها، وقالت إن روسيا ما زالت ملتزمة بالمسار الدبلوماسي، على الرغم من إصدار الرئيس الروسي تحذيرا صارخا بأن موسكو "مستعدة" للحرب إن أرادت أوروبا ذلك.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف "ما زلنا مستعدين لعقد لقاءات بأي عدد من المرات اللازمة للتوصل إلى تسوية سلمية".
لكن ألمانيا وصفت خطاب بوتين بأنه "عدواني"، وقالت إنها "لا ترى حاليا أي مؤشرات على تحول روسيا إلى المنحى التفاوضي".
- دور أوكرانيا في الناتو أساسي -
شنت موسكو الحرب في شباط/فبراير 2022 بقولها إنها أرادت منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما اعتبرته أوكرانيا والتحالف الغربي مجرد ذريعة، وأكدا أنه لن يحدث. لكن على الإثر، أكدت كييف أن الانضمام إلى التحالف الغربي سيردع روسيا عن مهاجمتها مرة أخرى.
بدوره، استبعد ترامب مرارا وتكرارا انضمام أوكرانيا إلى الحلف. وهي قضية قال أوشاكوف إنها محورية في المحادثات.
وقال المسؤول الروسي إن المبعوثين الأميركيين "سيأخذان في الاعتبار ... اعتبارات موسكو ومقترحاتنا الرئيسية"، من دون توضيح ماهيتها.
لم يعلق ترامب بعد على نتائج المحادثات لكنه قال سابقا أن ظنه خاب في موسكو وكييف لعدم التوصل إلى حل.
- كييف تجري محادثات مع الأوروبيين والأميركيين -
مع عودة الأميركيين من موسكو، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كبير مفاوضيه رستم عمروف وقائد الجيش أندريه غناتوف توجها إلى بروكسل، حيث من المقرر أن يناقش وزراء خارجية الناتو مساعي واشنطن لإنهاء القتال.
وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي إن عمروف وغناتوف سيسافران أيضا إلى الولايات المتحدة للقاء مبعوثي ترامب.
وأكد أن أي اتفاق لإنهاء الحرب يجب أن يضمن عدم تكرار موسكو هجماتها.
في الأثناء، تعهد الناتو بشراء أسلحة أميركية بمئات الملايين من الدولارات لصالح كييف.
- "مواصلة القتال" -
قال أمين عام الناتو مارك روته إن استمرار المحادثات أمر إيجابي، لكن يجب ضمان أن "أوكرانيا في أقوى وضع ممكن لمواصلة القتال".
خشية من أن تتوصل واشنطن وموسكو إلى اتفاق بمعزل عنها، عملت الدول الأوروبية في الأسابيع الماضية على تعديل الخطة الأميركية حتى لا تُجبر كييف على الاستسلام.
وبدا التوتر مع أوروبا ملموسا في تصريح بوتين الثلاثاء عندما قال "لا نخطط لخوض حرب مع أوروبا، ولكن إن أرادت أوروبا ذلك وبدأته، فنحن مستعدون حاليا".
واتهم المتحدث باسمه الأربعاء أوروبا بأنها "مهووسة بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".
AFP
