باوەنور.. سد استراتيجي "بلا مسامير" يروي عطش كرميان وينعش اقتصادها
أربيل (كوردستان24)- تشهد إدارة كرميان أعمالاً مكثفة لإنجاز سد "باوەنور"، أحد المشاريع الاستراتيجية الكبرى لحكومة إقليم كوردستان، والذي يتميز بكونه أول سد يُنفذ بخبرات محلية وبتقنيات هندسية حديثة تستخدم لأول مرة في المنطقة، بهدف تحقيق الأمن المائي وتوليد الطاقة الكهربائية وإنعاش القطاعين الزراعي والسياحي.
كاميرا كوردستان 24 زارت موقع المشروع للوقوف على سير العمل وأبرز التحديات التي تواجهه.
مشروع "متعدد الأغراض" لإنقاذ كرميان من التصحر
يقول المهندس المشرف على المشروع، ژيار ريباز، لـ كوردستان 24: "سد باوەنور ليس مجرد خزان للمياه، بل هو مشروع استراتيجي متكامل يهدف لمواجهة خطر التصحر الذي يهدد المنطقة، وإنعاش القطاع الزراعي".
وأوضح أن السد، الذي يبلغ ارتفاعه 20 متراً وطوله 880 متراً، سيكون الثالث على مستوى إقليم كوردستان في إنتاج الطاقة الكهرومائية بعد سدي دوكان ودربنديخان، والرابع من حيث السعة التخزينية للمياه التي تبلغ 30 مليون متر مكعب.
تقنية "الجدار القاطع" لأول مرة
وكشف ريباز عن استخدام تقنية هندسية فريدة تُطبق لأول مرة في كوردستان، وتتمثل في إنشاء "جدار قاطع" (Cut-off wall) تحت جسم السد لمنع تسرب المياه.
وقال: "بناءً على الفحوصات الجيولوجية، تبين ضرورة الوصول إلى طبقات صخرية صماء على أعماق تتراوح بين 25 و 40 متراً. لذا نقوم بحفر وصب (بايلات) خرسانية متداخلة (Secant Piles) باستخدام مواد خاصة ومستوردة، لتشكيل حاجز مانع للتسرب يمتد على طول السد".
"خرسانة بلا حديد تسليح"
وفي مفارقة هندسية، أشار المهندس المشرف إلى أن هذه البايلات الخرسانية تُصب دون استخدام حديد التسليح، بل تعتمد على خلطة خاصة من الأسمنت ومادة "البنتونيت" المستوردة، لضمان المرونة ومنع نفاذ المياه، وليس لتحمل الأحمال الثقيلة. وأكد أن العمل يجري بنظام المناوبات (صباحي ومسائي) لضمان سرعة الإنجاز.
توليد الكهرباء.. وممر خاص للأسماك
يضم المشروع محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تتألف من 4 توربينات، بقدرة إنتاجية حالية تبلغ 34 ميغاواط، مع إمكانية زيادتها مستقبلاً لتصل إلى 100 ميغاواط بفضل التطور التكنولوجي.
كما يتميز السد بتصميم صديق للبيئة، حيث يتضمن ممراً خاصاً للأسماك (Fish Pass) يسمح لها بالانتقال عكس التيار والعودة إلى حوض السد، مما يحول المشروع إلى مزرعة سمكية طبيعية تدعم الثروة السمكية في المنطقة.
إنجاز بأيادٍ محلية ورقابة صارمة
من جانبه، أكد كمال محمد، مدير تنفيذ المشروع، أن العمل يجري بسواعد وخبرات محلية بنسبة كبيرة، مع الاستعانة بآلات ومعدات تخصصية متطورة.
وقال محمد: "نحن فخورون بأن هذا المشروع الضخم ينفذ بشركات وكوادر وطنية، تحت إشراف ومراقبة دقيقة من قبل مديرية السدود في وزارة الزراعة والموارد المائية، لضمان أعلى معايير الجودة في كافة مراحل العمل، بدءاً من التصميم وصولاً إلى التنفيذ".
موعد الإنجاز
ووفقاً للمخطط الزمني، من المقرر الانتهاء من المشروع بالكامل في عام 2028، ليكون دعامة أساسية للبنية التحتية المائية والاقتصادية في إدارة كرميان وإقليم كوردستان عموماً.
