مقتل العشرات في هجوم على روضة أطفال ومستشفى في السودان

ملجأ مؤقت للعائلات الهاربة من القتال في السودان (رويترز)
ملجأ مؤقت للعائلات الهاربة من القتال في السودان (رويترز)

أربيل (كوردستان 24)- قُتل عشرات المدنيين بينهم أطفال، في هجوم نفذته مؤخرا قوات الدعم السريع بمسيّرة على روضة أطفال ومستشفى في بلدة كلوقي في ولاية جنوب كردفان، بحسب ما أفاد مسؤول محلي وكالة فرانس برس الأحد.

وقال الرئيس التنفيذي لوحدة كلوقي الإدارية عصام الدين السيد لفرانس برس في اتصال عبر ستارلينك، إن المسيّرة قصفت ثلاث مرات الخميس، "الأولى في روضة الأطفال ثم المستشفى وعادت للمرة الثالثة قصفت والناس يحاولون إنقاذ الأطفال".

وحمّل قوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو التي تسيطر على معظم كردفان وأجزاء من ولاية النيل الأزرق، مسؤولية الهجوم.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الخميس، إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أطفال تراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات، في حين قدرت وزارة الخارجية التابعة للجيش السوداني عدد القتلى بنحو 79 شخصا، بينهم 43 طفلا.

ومن الصعب التحقق من المعلومات الواردة من منطقة كردفان بشكل مستقل، بسبب القيود المفروضة على الوصول إليها واستمرار انعدام الأمن.

وقال شيلدون يت ممثل اليونيسف في السودان إن "قتل أطفال في مدرستهم انتهاك مروّع لحقوق الطفل"، وحث جميع الأطراف على وقف الهجمات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

- تصعيد العنف -

منذ نيسان/أبريل 2023، تسبّب النزاع في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش بمقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليونا وبـ"أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، وفق الأمم المتحدة.

وبعد سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور غرب السودان، في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، نقلت قوات الدعم السريع هجومها شرقا، إلى إقليم كردفان الغني بالنفط والذي يضم ثلاث ولايات.

وشهدت عملية الاستيلاء على الفاشر قتلا جماعيا واغتصابا ونهبا، وفقا لمنظمات غير حكومية وشهادات ناجين.

والخميس، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن مخاوف من "موجة جديدة من الفظائع".

ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة بارا في شمال كردفان في تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 269 مدنيا على الأقل في غارات جوية وقصف مدفعي وإعدامات خارج نطاق القضاء، وفقا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.

ويرى محللون أنّ هجوم الدعم السريع في كردفان يهدف إلى كسر الطوق الدفاعي للجيش حول وسط السودان والتمهيد لمحاولة استعادة المدن الكبرى، بما في ذلك الخرطوم، التي استعادها الجيش في الربيع.

والأحد، دان الاتحاد الإفريقي الغارات على كلوقي، منددا بـ"الفظائع المتكررة والمتصاعدة ضد المدنيين".

ويأتي الهجوم في وقت يتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بشن غارات بطائرات بدون طيار.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش الجمعة بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد، لمنع مرور المساعدات. ولم يصدر أي تعليق عن الجيش بهذا الشأن.

وأفادت مصادر محلية وكالة فرانس برس مشترطة عدم الكشف عن هويتها، عن وقوع انفجار في أدري الجمعة، عازية ذلك إلى انفجار مستوعب بنزين أدى إلى اشتعال النيران في مركبات.

ولم تظهر صور الأقمار الصناعية وبيانات مراقبة الحرائق التي تحقّقت منها فرانس برس، أي إشارة الى دخان أو حريق في أدري الخميس أو الجمعة.

ويتهم الجيش الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة عبر تشاد. وتنفي أبو ظبي بشكل قاطع تزويد هذه الجماعات بالأسلحة أو العناصر أو الوقود، رغم أدلة على ذلك قدّمتها تقارير دولية وتحقيقات مستقلة.

وفي شمال دارفور، تعرّضت شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي لهجوم قرب مدينة حمرة الشيخ الخميس، وفقا للمنظمة. وكانت الشاحنة جزءا من قافلة مساعدات متجهة إلى نازحين من الفاشر لجأوا إلى مخيم في مدينة طويلة التي تبعد 70 كيلومترا غرب الفاشر.

المصدر: فرانس برس