الإدمان الرقمي يهدّد الأطفال والمراهقين في العراق… تحذيرات من آثار نفسية وجسدية واجتماعية خطيرة

أربيل (كوردستان24)- لم تعد حياة أغلب المراهقين وحتى الأطفال في العراق كما كانت قبل عشر سنوات. فقد بات الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية ظاهرة مقلقة، تنذر بعواقب مستقبلية خطيرة على فئة تعدّ الأكثر هشاشة في المجتمع.
آدم محمد، طفل لم يتجاوز 11 عاماً، يُعدّ نموذجاً لهذه الظاهرة. فبعد أن كان يقضي ساعات طويلة على الهاتف، تمكن اليوم – بفضل مساعدة أسرته – من تقليل استخدامه إلى ساعتين يومياً. يتحدث آدم لعدسة كوردستان24 عن تجربته قائلاً:"أقضي وقتي أحياناً على يوتيوب… أتعلم بعض الأشياء في أوقات الفراغ لأنه يحتوي على محتوى متنوع. جربت مرة أن أعيش يوماً كاملاً من دون هاتف، ونجحت في ذلك."
ويرى مختصون في علم الاجتماع أن الإدمان الرقمي يتجاوز حدود الترفيه، ليشكل تهديداً حقيقياً للصحة النفسية والجسدية للأطفال والمراهقين، فضلاً عن تأثيره السلبي على قدرتهم على التواصل الاجتماعي.
صلاح محمد – خبير اجتماعي
"تعرض الطفل المستمر لمواقع التواصل والرسائل الإعلامية يشكل خطراً كبيراً، لأنه لا يمتلك الوعي الكافي لتمييز الصحيح من الخطأ أو فهم الرسائل المبطنة. لهذا نلاحظ تأثيرات واضحة على الصحة النفسية والجسدية، وحتى على قدرته في التعامل مع المجتمع."
في مؤشر خطير على حجم الإدمان، كشف المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان أن ربع المراهقين في العراق يشعرون بالاكتئاب عند تقليص أو قطع خدمة الإنترنت عنهم، نتيجة الاعتماد المفرط على مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية.
تقرير: سيف علي – كوردستان24 – بغداد