حكومة كوردستان تكشف تفاصيل "حرب ممنهجة" استمرت 7 سنوات ضد قطاع الطاقة في الإقليم
أربيل (كوردستان24)- نشرت دائرة الإعلام والمعلومات في حكومة إقليم كوردستان تقريراً مفصلاً بعنوان "استهداف البنية التحتية للطاقة في إقليم كوردستان (2018-2025)"، أماطت فيه اللثام عن سلسلة من الهجمات الممنهجة التي نُفذت بأسلحة متطورة، مستهدفةً البنية التحتية الاقتصادية وقطاع الطاقة في الإقليم، ما أسفر عن خسائر مادية وبشرية جسيمة.
ووفقاً للتقرير، شهدت طبيعة الهجمات خلال السنوات السبع الماضية تحولات خطيرة في النوعية والأهداف، مصنفاً إياها ضمن أربع مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى (2018-2021):
اتسمت بهجمات متقطعة وغير دقيقة، نُفذت غالباً بصواريخ "الكاتيوشا"، وكان الهدف منها إحداث التعطيل والإزعاج فقط.
المرحلة الثانية (2022):
شهدت تحولاً جذرياً باستهداف مباشر لمنازل المستثمرين في قطاع الطاقة. ومن أبرز أحداثها قصف منزل الشيخ "باز كريم البرزنجي" في آذار 2022 بـ 12 صاروخاً باليستياً، تلاه استهداف مصفاة "كلك" في سهل نينوى خلال شهري نيسان وأيار من العام نفسه.
المرحلة الثالثة (2023-2024):
توسعت دائرة الاستهداف لتشمل حياة المدنيين والمستثمرين بشكل مباشر؛ وأبرزها اغتيال رجل الأعمال "بيشرو دزيي" وأفراد عائلته في كانون الثاني 2024، إضافة إلى هجوم بطائرات مسيرة على حقل "كورمور" الغازي أسفر عن مقتل 4 موظفين أجانب.
المرحلة الرابعة (2025):
وصفها التقرير بالمرحلة الأخطر، حيث هدفت إلى الشلل التام لقطاعي النفط والكهرباء، وتمثلت في:
هجوم أسراب المسيرات (تموز 2025): هجوم متزامن استهدف 5 حقول نفطية (خورملة، سرسنگ، بيشخابور، تاوكي، وشيخان)، مما أدى إلى توقف إنتاج 220 ألف برميل يومياً.
ضرب حقل كورمور (26 تشرين الثاني 2025): هجوم دقيق استهدف مستودع الغاز السائل(LPG).
حجم الخسائر والأضرار (مقارنة ما قبل وبعد هجمات 2025)
أظهر الجدول المقارن في التقرير انهياراً في منظومة الطاقة بعد الهجمات الأخيرة:
إنتاج الغاز: انخفض من 750 مليون قدم مكعب قياسي إلى الصفر.
إنتاج الكهرباء: تراجع من 4200 ميغاواط إلى أقل من 1000 ميغاواط (فقدان أكثر من 3000 ميغاواط من الشبكة).
ساعات التجهيز: تحول الوضع من (18-24) ساعة كهرباء يومياً، إلى انقطاع تام في معظم المناطق.
الآثار الجغرافية والسياسية:
أشار التقرير إلى أن الظلام خيّم على جميع محافظات الإقليم، وامتد ليشمل محافظتي كركوك ونينوى، مع توقف إمدادات الطاقة التي كانت تُرسل إلى الشبكة الوطنية العراقية.
وفي الختام، شددت حكومة إقليم كردستان على أن هذه الهجمات تشكل تهديداً مباشراً لأمن الطاقة الوطني وبيئة الاستثمار في عموم العراق، بعيداً عن أي قراءات أو حسابات سياسية.