أوروبا بدأت التخطيط للدفاع عن نفسها بدون الولايات المتحدة

أربيل (كوردستان 24)- دفع الهجوم المتكرر للرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتحاد الأوروبي قادته إلى التخطيط للدفاع عن أنفسهم، والتفكير في مستقبل لم تعد فيه أميركا هي الضامن الأساسي لأمنهم.

وذكر موقع "بوليتيكو" الإخباري، الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي بدأ في اختبار نظام أمني تقوده أوروبا استعدادا لتقليص الدور الأميركي.

وأصبحت الكثير من أهم القرارات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا تتخذ داخل "تحالف الراغبين" الذي تقوده بريطانيا وفرنسا.

وقال مسؤول دفاعي أوروبي رفيع: "إن المحادثات بين الأميركيين والأوروبيين حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا أصبحت محرجة، كما أن النقاش حول المادة الخامسة من معاهدة الناتو التي تلزم الحلفاء بالدفاع عن أي دولة تتعرض للهجوم أصبح صعبا".

وأضاف: "إن عدم اليقين من سلوك واشنطن في حال تعرض إحدى دول الخط الأول للهجوم أصبح مرتفعا للغاية".

وإثر غياب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عن اجتماع وزراء خارجية خلف الشمال الأطلسي "الناتو" قلق كبير لدى مسؤولي الاتحاد الأوروبي والحلف، وزاد القلق عندما وبخ نائبه كريستوفر لانداو دول الاتحاد لأنها تهتم بصناعتها الدفاعية أكثر من شراء السلاح من واشنطن.

كما عززت مضامين الاستراتيجية الأمنية لإدارة ترامب، التي نشرت الأسبوع الماضي، الاتجاه نحو إنشاء منتديات جديدة مستقلة عن واشنطن.

وذكرت الوثيقة أن زمن دعم الولايات المتحدة للنظام العالمي انتهى، وأن على الدول الغنية والمتقدمة تحمل مسؤوليتها.

وأضافت الوثيقة أن "الهجرة الجماعية تغير القارة وتخلق فيها صراعا، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية فسيصعب التعرف على القارة خلال العشرين عاما القادمة،

وبالتالي ليس من الواضح ما إذا كانت بعض الدول الأوروبية ستكون قادرة اقتصاديا وعسكريا على البقاء حلفاء موثوقين"، وفق ما نقلته سكاي نيوز.

ووصف الجنرال السابق رودريش كيسيويتر الاستراتيجية الأمنية لترامب بأنها "صفعة في الوجه"، قائلا: "من يكتب عن شركائه بهذه الطريقة لن يدافع عنهم عندما يحين الوقت. لقد انتهى عصر الضمان الأمني".

وفي مقابلة مع "بوليتيكو" كرر ترامب مضامين استراتيجيته، وزعم أن أوروبا "تتعرض لهجرة جماعية"، وأنها "أصبحت متهورة بلا هدف"، وأن قادتها "ضعفاء ولا يعرفون ماذا يفعلون".

وفي ظل هذه الهجمات المستمرة من إدارة ترامب، يعمل الاتحاد الأوروبي بهدوء على إنشاء ضمانات أمنية جديدة في حال تعذر ضمان "الناتو".

وتزامنت هذه التغيرات مع تحذيرات قادة عسكريين أوروبيين من احتمال تعرض أوروبا لهجوم روسي بحلول عام 2028، مما دفع القادة إلى تغيير استراتيجيتهم القديمة التي تعتمد على الحماية الأميركية.

ويواجه الأوروبيون عقبة مؤسسية، فـ"الناتو" يعتمد بالأساس على الولايات المتحدة، ولا يمكن أن يكون مكانا للتخطيط لمستقبل بدون أميركا، ولا توجد خطط داخل الحلف لحالة "الناتو بدون أميركا" وفقا لدبلوماسيين.

وفي حال اختيارها الاعتماد على نفسها، ستواجه أوروبا صعوبات كبيرة في تعويض القدرات التي تقدمها الولايات المتحدة مثل الاستخبارات، والنقل الجوي، والأسلحة الثقيلة.