أزمة البطاقة الوطنية في الموصل: انتظار طويل ومعاناة مستمرة

أربيل (كوردستان 24)- تتفاقم معاناة سكان مدينة الموصل في سعيهم للحصول على البطاقة الوطنية الموحدة، حيث يشكو المواطنون من بطء الإجراءات وقلة المنافذ المخصصة، مما خلق أزمة حقيقية مستمرة منذ سنوات.

وفي جولة لكاميرا "كوردستان 24" أمام إحدى دوائر البطاقة الوطنية، رصدت الازدحام الشديد والمعاناة اليومية للمراجعين.

وقال المراسل في تقريره: "منفذ صغير وازدحام كبير في الداخل، حيث يكابد المواطنون المشقة والانتظار الطويل على أمل الحصول على بطاقتهم الوطنية".

وروى أحد المواطنين معاناته قائلاً: "حجزت موعداً قبل عام ونصف، وزوجتي حان دورها قبلي. أخبروني أنه يجب أن أنقل نفوس زوجتي إلى بغداد، أو أن أبحث عن واسطة لتسيير معاملتي".

أحمد سليم، مواطن آخر، عبر عن استيائه من الفروقات في سرعة الإنجاز مقارنة بمحافظات أخرى، قائلاً: "في أربيل مثلاً، توجد تسهيلات كبيرة للمواطنين، ففي يوم واحد يستطيع المواطن استلام بطاقته الوطنية، أما هنا فالموظفون قليلون والإجراءات بطيئة".

وأضاف مواطن آخر يدعى مظهر حاج: "منذ الصباح وحتى الظهيرة ونحن ننتظر، يقولون لنا اذهبوا للمدير، وعندما نذهب نجد ازدحاماً كبيراً عند الاستعلامات".

وفي محاولة لحل الأزمة، وصلت وفود من وزارة الداخلية الاتحادية من بغداد إلى الموصل، وشكلت عدة فرق بهدف توسيع وتسهيل إجراءات إصدار البطاقات.

وأشار تقرير إلى أن هذه الأزمة بدأت منذ مطلع عام 2020، إلا أن نسبة كبيرة من المواطنين، تقدر بأكثر من 20% من سكان محافظة نينوى، لا يزالون بدون بطاقة وطنية. ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى قلة الدوائر والموظفين، مما شكل عقبة كبيرة أمام سير العمل.

وفي تصريح لـ "كوردستان 24"، أقر اللواء أحمد مأمون، المدير العام للبطاقة الوطنية في وزارة الداخلية الاتحادية، بوجود تأخير كبير.

قائلاً: "التأخير في محافظة نينوى يقدر بحوالي أربع سنوات مقارنة بباقي المحافظات، وذلك بسبب الظروف التي مرت بها المحافظة والأعمال التخريبية التي طالتها من قبل الإرهابيين. ولكن بتوجيه من وزير الداخلية، انطلقت حملة كبرى لتسجيل أكبر عدد ممكن من المواطنين في نينوى".

يشير الى انه الحصول على البطاقة الوطنية هو أحد الحقوق الأساسية لكل مواطن، ولكن الآلاف من أهالي هذه المدينة ينتظرون منذ أكثر من خمس سنوات، آملين أن تفي الحكومة بوعودها وتصدر لهم بطاقاتهم.