باحث قطري لـ كوردستان 24: "قيم مشتركة" تجمعنا بأربيل.. والإقليم بوابة واعدة للاستثمارات القطرية
أربيل (كوردستان 24)- أكد الباحث في مجال التطوير الاستراتيجي، جاسم سالم الأنصاري، أن العلاقات بين إقليم كوردستان ودولة قطر تتجاوز الأطر الدبلوماسية التقليدية لتستند إلى "شراكة استراتيجية" عمادها القيم المشتركة والمصالح المتبادلة، مشيراً إلى أن الإقليم يمثل بيئة جاذبة للاستثمار بفضل التسهيلات والانفتاح الذي تبديه حكومة كوردستان.
جاء ذلك خلال استضافته في نشرة أخبار "كوردستان 24" تزامناً مع احتفالات دولة قطر بيومها الوطني.
وفي معرض حديثه عن مرتكزات العلاقة بين الجانبين، أوضح الأنصاري أن "التعاون الاستراتيجي بين إقليم كوردستان وقطر يمتد لعقود، وقد ازداد متانة في ظل التحديات الإقليمية"، عازياً ذلك إلى تلاقي الجانبين في جملة من المبادئ السامية، أبرزها: "احترام الآخر، الدعوة للسلم المجتمعي، التزام الحياد، ودعم الجهود الإنسانية والاستثمارية".
وأضاف الأنصاري: "هذه المبادئ تمثل نقاط التقاء جوهرية بين قيادة إقليم كوردستان وقيادة دولة قطر، مما يعزز الاستقرار الأمني في المنطقة، وهو مطلب استراتيجي للطرفين".
وحول تقييمه لمستوى العلاقات بعد مرور نحو عامين على افتتاح القنصلية العامة لدولة قطر في أربيل، وصف الأنصاري هذه الخطوة بأنها "إضافة نوعية" أثرت العلاقات الثنائية.
وقال: "إن وجود القنصلية يمثل قناة دبلوماسية رسمية وبوابة مباشرة للتنسيق بين صناع القرار في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مما سهل العديد من المهام وفتح آفاقاً أوسع للتعاون".
ورداً على سؤال حول الرغبة القطرية في الاستثمار داخل الإقليم، أكد الباحث القطري أن إقليم كوردستان يتمتع بمقومات تجعل منه وجهة مفضلة للمستثمرين.
وبيّن الأنصاري أن "الإطار العام والبيئة التشريعية في الإقليم، إلى جانب التسهيلات التي تقدمها حكومة كوردستان والانفتاح على مختلف القطاعات، تشكل عوامل جذب قوية"، لافتاً إلى أن "رغبة قطر في دعم استقرار العراق وإقليم كوردستان تفتح الباب واسعاً ليس فقط للمستثمرين القطريين، بل لجميع رؤوس الأموال الباحثة عن فرص واعدة".
وفي ختام حديثه، تطرق الأنصاري إلى سر المكانة الدولية التي تحظى بها قطر رغم صغر مساحتها الجغرافية، مؤكداً أن بلاده تعتمد على إرث حضاري وقيمي أرساه المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني.
وشدد على أن "السياسة القطرية تتميز بالمصداقية والشفافية، فهي لا تتاجر بمصائر الشعوب ولا تتدخل في شؤونهم إلا من باب الإصلاح والدعم الإنساني"، مشيراً إلى أن هذه القيم، المستمدة من التعاليم الإسلامية والمواثيق الأممية، هي التي منحت الدوحة ثقلاً سياسياً ودوراً محورياً في الوساطات الدولية وحل النزاعات.