الوفدان الأميركي والأوكراني: محادثات ميامي كانت "مثمرة وبناءة"
أربيل (كوردستان24)- رحب الوفدان الأميركي والأوكراني في بيان مشترك بالتبادلات "المثمرة والبناءة" التي جرت خلال المفاوضات في ميامي مع حلفاء أوروبيين بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء في البيان الذي نشره ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب، ورستم عمروف كبير المفاوضين الأوكرانيين، على إكس "على مدار الأيام الثلاثة الماضية في فلوريدا، عقد الوفد الأوكراني سلسلة من الاجتماعات المثمرة والبناءة مع شركائه الأميركيين والأوروبيين".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرح في وقت سابق بأن العمل مستمر "على الوثائق المتعلقة بإنهاء الحرب والضمانات الأمنية وإعادة الإعمار".
ويجتمع مفاوضون أوكرانيون وأوروبيون وأميركيون في ميامي لإجراء سلسلة من المحادثات التي يقودها منذ الجمعة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي.
وكان الكرملين قلل من شأن الآمال المعقودة على محادثات ميامي إذ اعتبرت موسكو أن التعديلات المقترحة على الخطة غير مقبولة.
وقدّمت واشنطن الشهر الماضي خطة تضم 28 نقطة لإنهاء الحرب، لكنّ الأوكرانيين وحلفاءهم الأوروبيين اعتبروا أنّ النسخة الأولى منها مؤاتية أكثر لموسكو، وذلك قبل تعديلها عقب التشاور مع كييف والاتحاد الأوروبي.
لكن من غير المرجح أن يقبل الكرملين هذه التعديلات، إذ وصفها بأنها "غير بنّاءة" استنادا إلى أصبح منها معروفا علنا.
وأكدت موسكو أن مبعوثها موجود في الولايات المتحدة لتسلّم التعديلات على الخطة ونقلها إلى الكرملين، نافية التحضير لإجراء مفاوضات ثلاثية.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمحطة التلفزيون الحكومية إن الموفد الروسي كيريل دميتريف "يُفترَض أن يتلقى معلومات عمّا أعدّه الأميركيون والأوروبيون" في شأن الخطة وأن يبلغ موسكو بذلك لاحقا.
- تصعيد عسكري -
وبينما لم ترشح سوى معلومات قليلة عن النسخة الأخيرة، من المرجّح أن يُطلب من كييف التنازل عن بعض الأراضي، مقابل ضمانات أمنية أميركية.
وكان من المقرر أن يجتمع المبعوثان الروسي والأوكراني كلّ على حدة مع ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، بعدما سبق للكرملين أن رفض فكرة إجراء محادثات ثلاثية. وأشارت أوكرانيا إلى أن مبعوثين أوروبيين كانوا أيضا في المدينة الأميركية.
ووصف زيلينسكي المحادثات بأنها "بنّاءة"، ملاحظا أنها "تسير بوتيرة سريعة إلى حد ما"، لكنّه نبّه الى أنّ "الكثير يعتمد على ما إذا كانت روسيا تشعر بالحاجة إلى إنهاء الحرب فعليا".
وكتب على منصة إكس "للأسف، لا تزال الإشارات الحقيقية الآتية من روسيا سلبية فقط: هجمات على طول خط المواجهة، جرائم حرب روسية في المناطق الحدودية، ضربات مستمرة على بنيتنا التحتية".
ووصف هذا الأسبوع بأنه "تاريخي" بالنسبة إلى أوكرانيا، شاكرا لأوروبا تعهّدها تقديم 90 مليار يورو لتمويل كييف خلال السنتين المقبلتين. وأضاف "لقد حاربنا طويلا من أجل ذلك".
من جهته، أشاد الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة بالمكاسب التي أشار إلى أن الجيش الروسي حققها على الجبهة الشرقية في الأشهر الأخيرة، مهددا بالمزيد في الأسابيع المقبلة.
وقال "تتقدّم قوّاتنا على امتداد خطّ التماس برمّته... والعدوّ يتراجع في كل الاتجاهات". وأضاف "أنا مقتنع بأننا سنشهد مزيدا من النجاحات قبل نهاية السنة".
وأفاد زيلينسكي بأن روسيا أطلقت خلال أسبوع واحد "حوالى 1300 مسيّرة هجومية، وحوالى 1200 قنبلة جوية موجّهة، وتسعة صواريخ من أنواع مختلفة" ضد أوكرانيا.
واستهدفت معظمها منطقة أوديسا على البحر الأسود، حيث تسببت الضربات المتواصلة في دمار للموانئ والجسور ومنشآت الطاقة، وأسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص السبت.
وفي منطقة سومي الشرقية، حاولت القوات الروسية إحداث خرق في منطقة كانت بمنأى سابقا عن الهجمات البرية المكثفة، وأشارت أوكرانيا إلى أن 50 شخصا نُقلوا قسرا من قرية محلية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا إلى أن هؤلاء "ومعظمهم من النساء الكبيرات السنّ، هُجِّروا من قرية أوكرانية صغيرة تُدعى غرابوفسكي، تقع على الحدود مباشرة في منطقة سومي".
ولم تعلّق روسيا على الأمر.
- بوتين "مستعد" للتحدث مع ماكرون -
وقال بيسكوف في مقابلة نُشرت الأحد، إنّ بوتين أعرب عن استعداده للتحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن النزاع.
وكان ماكرون أجرى اتصالات عدة مع بوتين في الفترة التي سبقت النزاع وخلال الأشهر الأولى منه، في محاولة للضغط على الرئيس الروسي بشأن وقف الحرب.
وقال بيسكوف في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الرسمية إنّ بوتين "أعرب عن استعداده لإجراء حوار مع ماكرون".
وردا على ذلك، قال الإليزيه إن "موافقة الكرملين علنا على هذه الخطوة أمر مرحب به"، مضيفا "سنحدد في الأيام المقبلة الطريقة الأفضل للمضي قدما" في هذا الأمر.
لكنه شدد على أن أي نقاش مع موسكو سيتم "بشفافية كاملة"، بحيث يطلع على مضمونه زيلينسكي والأوروبيون.
وتشهد العلاقات بين القوى الأوروبية الكبرى وموسكو توترا شديدا، انطلاقا من مخاوف متبادلة من طموحات توسعية وانعدام شبه كامل للثقة.
وترى موسكو التي بدأت غزوها أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، أن أوروبا مؤيدة للحرب وأن مشاركتها في المحادثات تؤدي إلى عرقلتها.
في المقابل، يرى القادة الأوروبيون أن النيات التوسعية لروسيا آخذة في الازدياد، خصوصا بعد سلسلة من أعمال التخريب والهجمات الإلكترونية وتوغلات مسيّرات خلال مجريات الحرب.
لكن ماكرون قال في وقت سابق من الأسبوع إنه يعتقد أن على أوروبا أن تعاود التواصل مع بوتين، بدلا من ترك الولايات المتحدة وحدها تتولى زمام القيادة في المفاوضات لإنهاء النزاع الأشد فتكا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
AFP