زيلينسكي يتلقى دعماً أوروبياً وكندياً قبيل لقائه مع ترامب

أربيل (كوردستان 24)- تلقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي عرج على مدينة هاليفاكس الكندية السبت في طريقه إلى فلوريدا، دعما قويا من الأوروبيين وكندا عشية اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكانت روسيا قد شنت في الساعات الأولى من صباح السبت وقبيل انطلاق زيلينسكي في رحلته إلى كندا والولايات المتحدة، ضربات مكثفة استهدفت العاصمة كييف ومحيطها، ما أسفر عن مقتل شخصين.

واعتبر زيلينسكي أن الهجوم الروسي على كييف يظهر أن روسيا "لا تريد إنهاء الحرب".   

وعقد زيلينسكي في كندا اجتماعا عبر الفيديو مع قادة أوروبيين، ندد خلاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ب"الموجة الجديدة من الضربات الروسية" التي رأى فيها "تناقضا صارخا بين رغبة أوكرانيا في بناء سلام دائم وإصرار روسيا على إطالة أمد الحرب".

وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس السبت أن زيلينسكي يحظى "بالدعم الكامل" من القادة الأوروبيين وكندا قبيل لقائه المقرر في اليوم التالي مع الرئيس الأميركي.

وذكّر بأن جهود الأوروبيين وكندا من أجل "سلام دائم وعادل في أوكرانيا" سيتم تنفيذها "بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة".

- "وحدة أراضي أوكرانيا" -

أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فشددت عبر منصة إكس عقب اللقاء بين زيلينسكي والقادة الأوروبيين، على ضرورة أن يكون السلام "عادلا ودائما ويصون سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

ورأى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أثناء استقباله زيلينسكي في نوفا سكوتيا، أن تحقيق سلام عادل ودائم" في أوكرانيا ممكن، لكنه شدّد على أن "هذا يتطلب استعدادا روسيا للتعاون"، مدينا "همجية" الضربات الروسية على العاصمة الأوكرانية ليل الجمعة السبت.

ويتوقع أن تركز محادثات الرئيسين الأوكراني والأميركي على "المسائل الحساسة" المتمثلة في مصير منطقة دونباس الأوكرانية والضمانات الأمنية الغربية لكييف، في إطار المفاوضات المتعلقة بالخطة الأميركية الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات مع روسيا.

يأتي هذا بعد استهداف روسيا ليل الجمعة السبت لاوكرانيا بأكثر من 519 مسيّرة أسقط 474 منها، و40 صاروخا أسقط 29 منها.

وأسفرت هذه الضربات التي استهدفت كسابقاتها البنى التحتية للطاقة عن مقتل شخصين وإصابة نحو أربعين في كييف ومحيطها، بحسب ما أفادت السلطات المحلية.

وأعلنت شركة الكهرباء DTEK أن هذه الضربات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل، وأن تصليحات تُجرى لإعادة التغذية إلى ما كانت عليه.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في الوقت نفسه عن إسقاط أكثر من 230 طائرة مسيرة أوكرانية فوق روسيا السبت.

كما ادعى الجيش الروسي، الذي كثف تقدمه على الجبهة في الأشهر الأخيرة، أنه استولى على مدينة ميرنوغراد في مقاطعة دونيتسك (شرقاً)، ومدينة غوليابولي في منطقة زابوريزهيا (جنوباً).

- "الأمور ستسير على ما يرام" -

وسيناقش زيلينسكي وترامب في فلوريدا الخطة الأميركية لإنهاء الحرب التي قدمتها واشنطن قبل نحو شهر. وكشف الرئيس الأوكراني هذا الأسبوع عن نسخة منقحة منها، بعد مفاوضات شاقة.

وتدعو الخطة الجديدة المعدلة إلى تجميد خط المواجهة الحالي من دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراض تشكل أكثر من 19% من أوكرانيا.

وأسقطت الوثيقة الجديدة مطلبين رئيسيين للكرملين: انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة دونيتسك (شرق) والتزام أوكرانيا عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

لذلك، يبدو من غير المرجح أن توافق روسيا على المقترح الجديد.

واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الجمعة كييف وحلفاءها الأوروبيين بالسعي إلى "نسف" المفاوضات، داعيا إلى العودة إلى النسخة السابقة، وإلا "لن يتم التوصل إلى أي اتفاق".

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت "إذا لم تكن سلطات كييف راغبة في تسوية هذه المسألة سلميا، فسنحلّ كل المشكلات التي تواجهنا بالطريقة العسكرية".

من جهته، حذّر ترامب زيلينسكي من أن لا شيء مضمونا حتى يعطي هو "موافقته". وقال لموقع بوليتيكو "لا يملك الرئيس الأوكراني أي شيء حتى أوافق أنا عليه"، مردفا "لذا سنرى ما لديه".

أضاف "أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه، وستسير على ما يرام مع بوتين"، مشيرا إلى أنه سيتحدث "قريبا" إلى الرئيس الروسي.

المصدر: فرانس برس