بتر يديه تحت عجلات القطار.. "علي صاروخ" لص مصري تائب يطبق "الحد" على نفسه
أربيل (كوردستان 24)- في واحدة من أكثر القصص غرابة وإثارة للجدل في الشارع المصري، تحولت حياة علي عفيفي، المعروف بلقب "علي صاروخ"، من مسجل خطر أثار الرعب في قلوب أهالي قرى طنطا، إلى "لص تائب" اختار عقاباً ذاتياً قاسياً لينهي مسيرة إجرامية استمرت لربع قرن.
بدأت رحلة علي مع الإجرام منذ نعومة أظفاره، وتحديداً في المرحلة الابتدائية، حيث كانت أولى جرائمه اختلاس "سندوتشات" زملائه.
ومع مرور السنوات، تطورت مهاراته الإجرامية لتنتقل من سرقة النقود البسيطة إلى سطو مسلح وإشعال حرائق وسلب محال تجارية وممتلكات كاملة.
ويروي "علي صاروخ" في شهاداته أنه ارتكب نحو 5 آلاف حادثة سرقة، حتى صار اسمه مرادفاً للخوف في محافظة الغربية والمناطق المجاورة، وقضى معظم سنوات شبابه مطارداً أو خلف القضبان، دون أن يثنيه ذلك عن استكمال طريقه المظلم.
رغم الشهرة الإجرامية والمال الحرام، لم يجد علي السكينة؛ إذ بدأت الكوابيس تطارده بلا هوادة، وشعر بثقل ذنوبه تضيق عليه الخناق.
وفي لحظة صفاء مع النفس، قرر علي أن التوبة اللفظية لا تكفي، بل يجب أن يقترن الندم بفعل يمنعه من العودة إلى الجريمة مرة أخرى.
واتخذ علي قراراً صادماً بتنفيذ "حد السرقة" على نفسه وفق رؤيته الخاصة لتطهير حياته.
توجه إلى شريط السكة الحديد، ووسط ذهول المارة، وضع يديه على القضبان بانتظار القطار، لتمر العجلات فوقهما وتحولهما إلى أشلاء في لحظات.
بهذه الخطوة الدراماتيكية، فقد "علي صاروخ" يديه، لكنه اكتسب لقباً جديداً في الإعلام والمجتمع وهو "اللص التائب".
ولم تعد قصته مجرد سجل جنائي، بل أصبحت مادة للتأمل في قدرة النفس البشرية على التغيير الجذري، مهما بلغت درجة الانغماس في الخطأ.
اليوم، يمثل علي عفيفي حالة فريدة لتقاطع الندم مع الرغبة في التكفير عن الذنب، تاركاً خلفه حكاية ستبقى عالقة في وجدان المجتمع كواحدة من أغرب قصص التوبة التي شهدتها مصر في العصر الحديث.
كوردستان 24 – الإسكندرية - سوسن ماهر