حزب العمال ينغّص حياة السكان ويُفرغ مزيداً من القرى الحدودية في كوردستان

وضعت المعارك الطاحنة المزيد من القرى في دائرة الخطر مع إلحاق أضرار يومية بممتلكات السكان المحليين وبمزارعهم وحقولهم الزراعية وماشيتهم

أربيل (كوردستان 24)- أعلنت السلطات المحلية في محافظة دهوك السبت عن إخلاء 17 قرية إضافية من سكانها بسبب احتدام المعارك بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي.

وتسبب القتال الدائر بين حزب العمال والجيش التركي، في المناطق الحدودية بمحافظة دهوك، بإخلاء ما لا يقل عن 200 قرية وخسائر مالية تقدر بنحو بستة مليارات دينار.

ووضعت المعارك الطاحنة المزيد من القرى في دائرة الخطر مع إلحاق أضرار يومية بممتلكات السكان المحليين وبمزارعهم وحقولهم الزراعية وماشيتهم.



ويقول سكان ومسؤولون إن المعارك الأخيرة أدت إلى إخلاء 17 قرية جديدة في بلدة دركار التابعة لمدينة زاخو، منها 11 قرى تقطنها أغلبية مسيحية.

ويقول أنور كوركيس وهو مواطن مسيحي من سكنة قرية "الانشي" إن أسرته غادرت القرية منذ عامين بعد تصاعد حدة الحرب بين حزب العمال والجيش التركي.

وأضاف "حاولنا بعد ذلك العودة إلى قريتنا، إلا أننا وجدنا أن حزب العمال الكوردستاني أقام نقاط تفتيش، وأخذ يسألون: ´إلى أين أنتم ذاهبون؟، هل لديكم سلاح؟´"

وقال كوركيس إن السكان يتعرضون لمضايقات كثيرة خاصة وأن الجيش التركي بدأ يستولي على أي قرية يسيطر عليها حزب العمال الكوردستاني.

وتابع "سيجلب حزب العمال الكوردستاني الجيش التركي لاحتلال قرانا لا محالة".

ونزح سكان 11 قرية مسيحية في حدود بلدة دركار بسبب تصاعد شدة المعارك والمواجهات المسلحة المتبادلة بين مسلحي حزب العمال والقوات التركية.

وألحق النزاع الأخير خسائر مالية فادحة، وأحياناً يسقط إصابات وضحايا.

ودفعت الحرب المزمنة السكان المحليين إلى مغادرة قراهم والتوجه إلى عمق دهوك طلباً للأمان في عملية نزوح تكررت في الفترة الماضية وشملت قرى أخرى على طول الحدود.



وقال أحد القرويين متحدثاً لكوردستان 24 "الحرب بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا أحرقت الأخضر واليابس.. مزرعتي أصبحت رماداً".

ويقول السكان إنهم سئموا من حرب ليسوا طرفاً فيها لكنهم وقعوا ضحية تمركز حزب العمال الكوردستاني في قراهم، وهو ما كررته حكومة الإقليم مراراً.

ولا يزال حزب العمال يستولي على مئات القرى الحدودية الأخرى وحوّل كثيراً منها إلى معاقل ومنطلقات لشن هجماته المسلحة على الدولة التركية.

ويؤكد مدير ناحية دركار أديب جعفر لكوردستان 24، أن جميع الذين غادروا قراهم لن يستطيعوا العودة إلى ديارهم قبل مغادرة حزب العمال لتلك القرى.



وتقول تركيا إن تشن قصفها حيثما يتواجد حزب العمال في المناطق الجنوبية من حدودها وتحديداً على الشريط الحدودي مع إقليم كوردستان.

وقال جعفر "لا يزال القصف التركي مستمراً في المنطقة".

وسبق أن اتهمت حكومة إقليم كوردستان حزب العمال الكوردستاني بالتمترس في القرى وتحويل سكانها إلى دروع بشرية خلال المعارك مع تركيا.

يأتي هذا في وقت قال فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده عازمة على تطهير سلسلة جبال قنديل من مسلحي حزب العمال، بينما تركزت الحملة التركية الأخيرة على الحزب بشكل متزايد في المناطق الحدودية بإقليم كوردستان ولا سيما جبال قنديل على الحدود مع إيران.

شارك بالتغطية إسلام يوسف