العبادي يكذب "تبرير" توغل تركيا والصدر يتوعد اردوغان

قال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن معظم ما ذكرته تركيا من "تبرير" لتوغل قواتها في العراق "لا اساس له من الصحة"، فيما توعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بـ"طرده" مالم يسحب قواته من العراق.

K24 - اربيل

قال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن معظم ما ذكرته تركيا من "تبرير" لتوغل قواتها في العراق "لا اساس له من الصحة"، فيما توعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بـ"طرده" مالم يسحب قواته من العراق.

واحتدم التوتر بين العراق وتركيا مع قرب انطلاق معركة الموصل على خلفية مطالبة بغداد لانقرة بسحب قواتها المتمركزة في معسكر قرب بعشيقة. وعرضت وسائل اعلام تركية تسجيلا مصورا يظهر العبادي بجوار نظيره السابق احمد داوود اوغلو بينما كان يطلب الدعم من الاتراك.

وقال مكتب العبادي في بيان إن "ما طرح في اللقاءات بين رئيسي وزراء البلدين (عام 2014) يتعلق بتدريب بعض من الشرطة العراقية داخل تركيا وليس لدخول قوات تركية حسب البروتوكول الموقع بين البلدين في العام 2009"، مشيرا الى ان "التدريب في تركيا لا يستدعي ولا يعني قطعا الموافقة على دخول قوات برية تركية مع مدافع ودبابات من دون اخبار ولا موافقة الحكومة العراقية".

وذكر مكتب العبادي ان تركيا عرضت في اللقاء ارسال قوات الى العراق لكن عرضها رفض لـ"عدم حاجة العراق للاستعانة بقوات دول الجوار حيث ان ذلك يمكن ان يفتح آفاق صراع اقليمي العراق ليس طرفا فيه".

وبين المكتب أن "القوات التركية ليست جزءا من التحالف الدولي الداعم للعراق في محاربة ارهاب داعش"، لافتا الى ان "الحكومة العراقية لم تعط اي موافقة رسمية او شفهية لدخول القوات التركية الى العراق لا في بعشيقة ولا في غيرها ولم تخضع القوات التركية التي دخلت خلسة للاجراءات التي تخضع لها قوات التحالف الدولي التي تدخل العراق من حيث اعطاء التاشيرات والموافقات الاصولية".

وتقول تركيا إنها نشرت جنودها في معسكر بعشيقة بناء على طلب من محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي واقليم كوردستان ووزارة الدفاع العراقية. ونفت بغداد وكوردستان ذلك مرارا.

وقال مكتب العبادي "لا توجد في مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين ولا في اي وثيقة اخرى ما يشير من قريب او بعيد الى السماح او الموافقة او طلب تواجد قوات تركية في العراق"، مشيرا الى ان "كل الادعاءات والتصريحات التي يطلقها الجانب التركي حول تواجد قواتهم مختلقة ولا أساس لها من الصحة وليس امامهم الا احترام الجيرة وسحب قواتهم من العراق".

وتقوم القوات التركية بتدريب مقاتلين محليين بينهم ضباط سابقون في معسكر بعشيقة تحت لواء الحشد الوطني الذي يقوده اثيل النجيفي استعدادا لتحرير الموصل.

الى ذلك دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى اخراج قواته بـ"كرامته" قبل ان يتم "طردها".

وقال الصدر في اجابة على سؤال لاحد انصاره بشأن تصريحات اردوغان "أنت يا اردوغان احمِ مسلمي تركيا من المخاطر والظلم ثم ادعِ أنك تريد حماية مسلمي العراق".

وكان الصدر يرد على تصريح لاردوغان قال فيه إن الوجود التركي يهدف لحماية المسلمين ومنع تغيير التركيبة السكانية في المنطقة.

وتابع الصدر "أي مسلمين؟! إن كنت تقصد أهالي الموصل فنحن كعراقيين على أتم الاستعداد لحمايتهم وأنا على استعداد لحمايتهم بالتنسيق مع الحكومة، أما لو كنت تقصد داعش فهذا يعني انك من داعميهم وبالتالي يحق لنا مقاضاتك دوليا على دعمك للإرهاب".

ولفت الصدر الى أن "تواجدك في أراضينا عسكريا مستهجن ومستنكر وغير مستساغ وعليه أخرج بكرامتك أفضل من أن تخرج مطرودا فقد اتفق كل العراقيين على رفضكم".

وتعارض بغداد اي تدخل تركي بملف الموصل وطالبت انقرة مرارا بإنهاء تواجدها العسكري قرب مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق من حيث عدد السكان.

وكان العبادي قد حذر في وقت سابق من أن الوجود التركي في العراق قد يتحول إلى "حرب إقليمية".

ويرجح مسؤولون عسكريون أن يبدأ الهجوم على الموصل في وقت لاحق من الشهر الجاري، فيما لا يُعرف حتى الآن رد فعل بغداد فيما لو شاركت تركيا في معركة الموصل.

والموصل الواقعة الى الشمال من بغداد بنحو 400 كيلومتر تمثل ابرز تحد سيواجه مستقبل العراق في مرحلة ما بعد داعش وقد تضعه على مفترق طرق، واظهرت الى حد كبير طبيعة الانقسام السياسي في الداخل والخارج.

ت: م ي