توقعات بخفض التصعيد بين طهران والرياض مع جولة محادثات جديدة في بغداد

المحادثات التي استضافها العراق في وقت سابق من هذا الشهر، أكدها مسؤولان أحدهما عراقي والآخر غربي في العاصمة العراقية

رجل ينظر إلى الصحف في كشك بطهران. تجري إيران محادثات مع المملكة العربية السعودية في محاولة لرأب الصدع بين السنة والشيعة الذي يسمم العالم الإسلامي – صورة: فرانس برس
رجل ينظر إلى الصحف في كشك بطهران. تجري إيران محادثات مع المملكة العربية السعودية في محاولة لرأب الصدع بين السنة والشيعة الذي يسمم العالم الإسلامي – صورة: فرانس برس

أربيل (كوردستان 24)- أشارت الجولة الأولى من المحادثات المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران إلى احتمال خفض التصعيد بعد سنوات من العداء الذي امتد في كثير من الأحيان إلى البلدان المجاورة، غير أن البعض لا يتوقع نتائج سريعة على أرض الواقع.

والمحادثات التي استضافها العراق في وقت سابق من هذا الشهر، أكدها مسؤولان أحدهما عراقي والآخر غربي في العاصمة العراقية.

ويأتي هذا في وقت مهدت فيه إدارة بايدن الطريق لإعادة فتح القنوات الدبلوماسية في المنطقة، وبينما تسعى السعودية إلى ضبط موقفها الإقليمي بعد رحيل إدارة ترامب، أدركت إيران الانفراج التدريجي مع الرياض سيعمل لصالحها خلال المحادثات النووية القادمة.

وسعت السعودية إلى إجراء محادثات مع إيران حيث تحاول المملكة إنهاء حربها المستمرة منذ سنوات في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

وفي الأشهر الأخيرة، أطلق الحوثيون بشكل متزايد صواريخ وطائرات مسيرة محملة بالقنابل على المملكة، مستهدفين مواقع مهمة وبنية تحتية نفطية. ويمكن أن يكون إنهاء تلك الحرب ورقة مساومة للإيرانيين وهم يسعون لتخفيف العقوبات من المحادثات النووية في فيينا.

وتعد استضافة المحادثات السعودية الإيرانية أيضاً خطوة مهمة للعراق، الذي له علاقات مع كل من الولايات المتحدة وإيران، وغالباً ما يتحمل وطأة التنافس السعودي الإيراني.

ونقلت وكالة أسوشيتيد برس عن مسؤول عراقي رفيع قوله إن الرحلات الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الرياض والإمارات كانت أساسية في جلب المحاورين الإيرانيين والسعوديين إلى طاولة المفاوضات.

وكانت تفاصيل الاجتماع الأولي، التي أوردتها صحيفة فاينانشيال تايمز لأول مرة، شحيحة. وقال المسؤول العراقي إن الموضوع الشائك لحرب اليمن برز بشكل أساسي في المحادثات.

ولم يتضح مدى التقدم الذي تم إحرازه في المحادثات، لكن الدبلوماسي الغربي أشار إلى أنه سيكون هناك المزيد من الاجتماعات. وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية لإيران إن جولة جديدة من المحادثات ستعقد في بغداد الأسبوع المقبل بعد اجتماع أول "إيجابي للغاية".

وقال الدبلوماسي "ما أفهمه هو أن هذه المحادثات ستكون جارية بوساطة بغداد"، وتحدث كل من الدبلوماسي والمسؤول العراقي شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بمناقشة الاتصالات السرية مع وسائل الإعلام. قائلين إنهما يريدان منح جهود الوساطة العراقية فرصة للنجاح.

ولم تقدم إيران ولا السعودية تأكيداً رسمياً على إجراء المحادثات، على الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين ألمحوا إليها ورحبوا بها.

وأشاد السفير الإيراني في العراق بجهود بغداد الدبلوماسية الأخيرة، ملمحاً إلى المحادثات السعودية الإيرانية دون أن يذكر المملكة.

وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "يبدو أن الوضع الإقليمي والدولي خلق مناخًا أكثر إيجابية لحل بعض المشاكل بين إيران ودول أخرى".

ولطالما كانت إيران والمملكة العربية السعودية خصمين إقليميين. وساءت العلاقات بشكل كبير في عام 2016، عندما عزلت الرياض دبلوماسييها بعد أن هاجم محتجون سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد انتقاماً لإعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.

وظلت هذه الوظائف مغلقة منذ ذلك الحين. وبصرف النظر عن جهود الضغط العراقية، مهدت التحولات الرئيسية الأخرى في أعقاب رئاسة بايدن الطريق للمحادثات.

وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تحسين العلاقات مع إدارة بايدن التي انتقدت سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، لا سيما بعد مقتل الكاتب السعودي المعارض وكاتب العمود في واشنطن بوست جمال خاشقجي في 2018.

Fly Erbil Advertisment