"من سيء إلى أسوأ".. احتجاجات الكهرباء تتصاعد وأزمة المياه تتفاقم في العراق
يقول سكان محليون إنهم لم يحصلوا على إمدادات كافية من الطاقة الكهربائية سوى لبضع ساعات، وأنحوا باللائمة على الحكومة

أربيل (كوردستان 24)- خرج مئات العراقيين إلى الشوارع الجمعة احتجاجاً على تدهور الكهرباء وانقطاع المياه مع تجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية في بعض أنحاء البلاد.
وأثناء صلاة الجمعة في حي مدينة الصدر ببغداد، تعرّق الرجال وصلوا تحت المظلات، ثم نظموا مظاهرة انتقدوا فيها الحكومة لعدم تزويد المواطنين بالكهرباء الكافية.
وانقطعت الكهرباء بالكامل في معظم المدن الوسطى والجنوبية البلاد قبل الفجر في واحدة من أسوأ حالات انعدام الطاقة هذا العام.
وعادت بعض شبكات الكهرباء الرئيسية إلى بغداد بعد الظهر.
وفي الأسبوع الماضي، أصيب عدد من العراقيين بجروح في اشتباكات مع قوات الأمن خلال مظاهرات عمت مناطق عديدة من الجنوب احتجاجاً على تردي الكهرباء.
وبلغ بالعراقيين السيل الزبى حيث يعيش معظمهم في ظل أوضاع متدهورة وبنية تحتية متهالكة رغم ما تملكه بلادهم من ثروة نفطية هائلة.
ويقول سكان محليون إنهم لم يحصلوا على إمدادات كافية من الطاقة الكهربائية سوى لبضع ساعات، وأنحوا باللائمة على الحكومة.
وفي هذا الأثناء، يغيم على سماء العراق الضباب الدخاني حيث تشغل المنازل مولداتها التي تعمل بالديزل لفترات أطول بكثير من المعتاد.
وتعاني المنظومة الكهربائية الرئيسية في العراق من انقطاع لمدة ساعات كل يوم على مدار العام، بيد أن النقص يزداد سوءاً خلال أشهر الصيف الحارة عندما تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة.
ولا تزال الحكومة تعتمد على واردات الطاقة من إيران فيما يقول العراقيون إنها فشلت في تطوير شبكة الكهرباء الخاصة بالعراق لخدمة سكانها.
واستقال وزير الكهرباء العراقي هذا الأسبوع تحت ضغط أزمة الكهرباء. وقال مصدر مطلع لكوردستان 24 إن الوزير استقال بـ"طلب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".
وألقى المحتجون في مدينة الصدر باللوم على الطبقة السياسية التي حكمت العراق منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003، وقالوا إنها لم تجلب لهم سوى الويلات.
وأدى انخفاض إمدادات الطاقة من إيران هذا الشهر وسلسلة الهجمات على خطوط الكهرباء من قبل تنظيم داعش وجماعات أخرى إلى تفاقم أزمة الكهرباء.
ولطالما شكلت الانقطاعات المتكررة للكهرباء المغذي الرئيسي للاحتجاجات التي ينزل خلالها السكان إلى الشوارع في العراق باستمرار منذ 18 عاماً.
وأنفقت الحكومة العراقية نحو 62 مليار دولار في محاولة لإصلاح قطاع الكهرباء ولكن دون جدوى بسبب الفساد، بحسب تقارير حكومية.