الجفاف يعصف بالقمح في "قلب العراق الزراعي" ويقلصه في كوردستان
العراق يواجه ثاني موسم جفاف منذ 40 عاماً بسبب انخفاض معدل هطول الأمطار

أربيل (كوردستان 24)- كان للجفاف الشديد الذي يواجه العراق عموماً تأثير كبير على الزراعة في البلاد، وهو ما ألقى بظلاله على إقليم كوردستان الذي يعاني انخفاضاً في كمياته المسوقة من القمح نتيجة نضوب المياه وقلة الأمطار، وفق تحذير جديد أصدرته وكالات إغاثية.
ويمثل انخفاض هطول الأمطار وموجات الحر غير المسبوقة التي ضربت العراق بشكل متكرر عاملين رئيسيين أديا إلى تفاقم الجفاف في بلاد النهرين.
وعلى الرغم من كون العراق دولة نفطية ومستورداً كبيراً للمواد الغذائية الأساسية، إلا أن إنتاجه من القمح لا يزال جزءاً لا يتجزأ من الأمن الغذائي.
وبحسب المجلس النرويجي للاجئين فإن الجزء الشمالي من البلاد، والذي كان يُعرف سابقاً باسم "قلب العراق الزراعي" يواجه الآن انخفاضاً في محصول القمح بسبب الجفاف.
ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج القمح في محافظة نينوى بنسبة 70 بالمئة، وفقاً للتقرير الذي أشار إلى أن محصول القمح في إقليم كوردستان قد ينخفض إلى النصف.
وسيظهر التأثير أيضاً في الجارة سوريا، التي تعاني هي الأخرى من أزمة مياه، وفقاً لما ذكره تقرير المجلس النرويجي للاجئين.
ويقول كارستن هانسن، المدير الإقليمي للمجلس في التقرير إن "الانهيار الكلي لإنتاج المياه والغذاء لملايين السوريين والعراقيين بات وشيكاً".
وأضاف "مع استمرار نزوح مئات الآلاف من العراقيين وما زال الكثيرون يفرون للنجاة بحياتهم في سوريا، ستصبح أزمة المياه التي تتكشف قريباً كارثة غير مسبوقة تدفع المزيد من الأشخاص إلى النزوح".
وأشار التقرير إلى أن العراق يواجه ثاني موسم جفاف منذ 40 عاماً بسبب انخفاض معدل هطول الأمطار وفقاً للأمم المتحدة، بينما تواجه سوريا حالياً أسوأ موجة جفاف منذ 70 عاماً.
ودجلة والفرات هما النهران الرئيسيان اللذان اعتمد عليهما العراق، في الماضي والحاضر، للحفاظ على سبل العيش، في الوقت الذي قللت فيه السدود التي أقامتها تركيا من تدفق المياه إلى الأراضي العراقية.
وسبق أن تعهدت حكومة إقليم كوردستان ببناء المزيد من السدود لمعالجة النقص الحاصل في المياه بعد جفاف العشرات من آبار المياه.