المسيحيون يحتفلون بأحد الشعانين بأكبر قداس في العراق
شهدت الحمدانية، إحدى أهم المدن المسيحية في العراق، صحوة نادرة على مدى السنوات الماضية

أربيل (كوردستان 24)- احتشد المئات من المسيحيين في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى اليوم الأحد للاحتفال بأحد السعف (الشعانين) ولوحوا بلافتات ورددوا هتافات خلال موكب احتفالي نظموه بهذه المناسبة.
وشهدت الحمدانية، إحدى أهم المدن المسيحية في العراق، صحوة نادرة على مدى السنوات الماضية قادها، في الغالب، رجال الدين المسيحيون.
وكان البابا فرنسيس قد زار الحمدانية العام الماضي ضمن جولة شملت بغداد وذي وقار والنجف، بالإضافة إلى نينوى وعاصمة إقليم كوردستان أربيل.
وعاش مسيحيو العراق فصولاً من أعمال العنف منذ عام 2003، وآخرها في 2014 عندما نزحوا صوب كوردستان بعدما استولى داعش على الموصل ومناطق سهل نينوى وحاول إجبارهم على اعتناق الإسلام. وصادر التنظيم ممتلكاتهم ومقتنياتهم في ديارهم.
ويقول أبو مريم، وهو متقاعد من أهالي قره قوش، "هذا الجمع المؤمن قد طاف شوارع بغديدا (قره قوش) التي تعني لنا الكثير وهي البلد الأم، وهي أم الدنيا... بغديدا ليست للمسيحيين المتبقين في العراق فحسب، بل حتى المسيحيين الذين هم في خارج العراق".
وتابع "رغم ما حصل قبل سنوات من قبل التنظيمات الإرهابية، ولكن هذه المنطقة عادت الحياة لها وإن شاء الله نحن لن نتركها إلى الممات".
وقالت ميسون جرجيس، وهي معلمة من أهالي قره قوش، "إحنا متجمعين كلنا اليوم، فرحة كبيرة ما مثلها فرحة، هي دخول المسيح إلى أورشليم المقدسة، هذه معناها أحد الشعانين".
ووصفت ميسون احتفالات عيد القيامة هذا العام بأنها خاصة، وقالت في الوقت نفسه إن مشاركة فترات الصيام مع الجيران المسلمين أمر جميل.
وأضافت "التعايش الجميل بين المسيحيين وبين إخواننا الإسلام، أمر رائع ولقد صمنا مع صوم رمضان المبارك، أنه أمر رائع، صومنا مبارك وصومهم مبارك".
ويقدر عدد المسيحيين في العراق الآن بنحو 300 ألف بعد أن كانوا زهاء 1.5 مليون قبل نحو 20 عاماً، وفقاً لوكالة رويترز.
وحضر احتفالات أحد الشعانين العديد من المهاجرين المسيحيين العراقيين الذين لم يتمكنوا من زيارة بلدهم خلال السنوات الماضية بسبب العنف السياسي وبعد ذلك جائحة كورونا.