رسالة مؤثرة من سوداني لاخويه "الاكبر والاصغر" في الجيش والدعم السريع
أربيل (كوردستان24)- محمد جالي مواطن سوداني يوجه رسالة مؤثرة لاخويه الاكبر والاصغر اللذان يقفان على جبهتين مختلفتين في الحرب، أحدهم في الجيش السوداني والاخر في صفوف قوات الدعم السريع، وأثارت الرسالة تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي تشهد فيه البلاد صراعات واشتباكات مسلحة منذ يوم السبت الماضي.
وتوجه الشاب السوداني محمد الى موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لنشر رسالته لاخويه المشاركين في الحرب في جبهات مختلفة، ويبدو أن أخاه الاكبر "مصعب" يقاتل في صفوف القوات المسلحة السودانية، فيما يقاتل أخاه الاصغر "يعقوب" في صفوف قوات الدعم السريع.
بعد مرور أربعة أيام على بداية الاشتباكات في يوم الثلاثاء الماضي بالتحديد، نشر محمد رسالته قال فيها "إلي شقيقي مصعب جالي بالقوات المسلحة ، ليلة البارحة رزق الله شقيقنا الأصغر بقوات الدعم السريع يعقوب جالي(اب جك) بولد وحتى الآن لا يعلم بذلك".
وأضاف محمد في رسالته "إذا وقع أسير في يدك أو وقت أسير في يده فأخبره بهذا الخبر، أسأل الله أن يحفظكما جميعا في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا".
وفي وقت لاحق نشر الشاب السوداني تدوينة أخرى على فيس بوك يعبر فيها عن شكره للمتابعين على تفاعلهم الواسع مع الرسالة المؤثرة، معلناً أنه تمكن من التواصل مع شقيقيه.
وقال محمد في تدوينته الثانية "شكرا لشعوركم النبيل و التفاعل مع رسالتي العادية لأشقائي وكان دافعها الشوق و القلق، و لا يعلم الكثيرين منكم ما يمر به السودان طيلة السنين الفائتة و ما يعانيه الشباب من بطالة ، تدفعهم لأقصر الطرق لجني قوت يومهم و تأسيس مستقبلهم ألا وهي الجندية فهي السبيل الوحيد للخروج من الجلوس تحت الحيط و (الجمبات).
وأضاف "اقدر شعور الكثيرين ممن تم (خمهم) من المتعطشين للدماء مستخدمين عاطفة القبيلة و الجهة ، و في سبيل الوصول للسلطة لا يعنيهم ما تشعر به الأسر تجاه أبنائها ، فقط يعنيهم الوصول لإمتيازاتهم المفقودة بأي ثمن ولو على دموع الأمهات و الآباء".
وأوضح محمد في تدوينته "الحمدلله تواصلت مع أخواي الاثنين وهم بصحة جيدة و فرحوا لخبر المولود ، و اتفقوا على تسميته لشخصي (محمد) ، كما انهم سخرو من قلقي و أخبروني بأنهم يقاتلون وفق قناعاتهم و احترمت ذلك رغم انفي".
وفي تدوينة ثالثة له يوم الخميس الماضي، وجهها الشاب السوداني محمد الى منتقديه الذين رفضوا تحويل مواقع التواصل الاجتماعي الى منصات استغاثة، جاء فيها "لا يهزمونك دعاة الحرب بأن تحويل صفحتك إلى صفحة استغاثة هو ضعف منك أو حياد غير مبرر، فالآن لا توجد معركة وطنية نخوضها، بل معركة بين أبناء الوطن الواحد تشتت بينهم مصالح الحكم، و يصطادون في الماء العكر أصحاب امتيازات فُقدت منذ أمد بعيد، فلا تبتلع طُعم الجهوية والقبلية مقابل صكوك الوطنية التي يوزعونها".
بالمقابل عبر الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي عن اعجابهم بخطوة محمد، واصفين الرسالة "بالاليمة" لانها تكشف الانقسام الذي يعاني منه السودان.