غزة.. متحف أثري تحت الأنقاض بفعل الصواريخ الإسرائيلية

أربيل (كوردستان24)- أن تتحولَ إلى شاهدٍ تمتطي ركامَ بيتِكَ تبحثُ بينَ الاطلالِ عنْ ما تبقي منْ كلِّ ما تملك.. هيَ قصةُ حازم مهنا حينَما قصفَ الطيرانُ الاسرائيلي متحفَه خلالَ التصعيدِ الأخيرِ على غزة فمنْ حينٍ إلى آخرٍ يقلبُ بيدِه المرتعشةِ ذكرياتٍ باتَتِ الشاهدَ الأخيرَ على مُتحفٍ كانَ يضجُ بالتاريخِ والشغف.
حازم مهنا مواطن فلسطيني من غزة يمتلك متحف أثري، كأوراق نقدية قديمة وأباريق منقوشة بالزخارف وغيرها، في لحظة دمر منزله في غارة إسرائيلية على مدينة غزة، وأصبحت أحلامه المستقبلية بين الأنقاض.
ويتحسّر حازم على مقتنيات جمعها من راتبه منذ عقود ليجعل من بيته "متحفا فنيا"، ولكن بات يحاول البحث عن المزيد من القطع التي يمكن إنقاذها من بين ركام منزله.
وقال حازم مهنا لكوردستان24 "منذ أربعين سنة وأنا اجمع هذه القطع، وعندما اشتريتها كان عمرها خمسون عاماً، وهذا يعني ان عمر القطعة تسعون سنة، لدي قطع قديمة جداً لكني خسرتها وانمسحت من الوجود، وعندما قصف متحفي وكنت أعلم بأنها ستقصف، كنت أفكر فقط بهذا المتحف".
مقتنياتٌ أعمارُها تفوقُ مئاتِ الأعوام، مجسماتٌ وأحجارٌ وعملاتٌ منَ الفضة، وأخرى ورقيةٌ قديمةٌ، افنى فيها جهدَهُ وعمرَه لكنه فقدَ أمنيتَه الاخيرةَ فى أن يتركَ لابناءِه ميراثٌ جمعَه بكلِ غالٍ ونفيس.
وأضاف حازم مهنا "متحفي كان كبيراً، وفيها الكثير من القطع التي تخص تراثنا، وكان لدي لوحات قديمة أيضاً من أيام أجدادنا، وكنت امتلك براويز مصنوعة من الحرير وبراويز من الفضة أيضاً، ولدي الكثير والكثير من القطع الاثرية والتراثية، لكن اصبحت الآن تحت الانقاض".
الرجلُ الستينيُّ لا يعرف من أينَ يواسي نفسه، من تدميرِ المنزلِ الذي بناهُ على مدارِ اربعينَ 40 سنة أم على المتحفِ الذي جُمعَتْ مقتنياتُه خلال خمسينَ 50 عامًا.
هنا بقايا مقتنياتٍ تمثلُ تاريخَ أمةٍ فلسطينيةٍ وبينَها يستجمعُ صاحبُها صبرَهُ وكلَّ شغفِه وحبِّه في أنْ يعيدَ متحفَه ويعوضَ ما فقدَه رغمَ وجعِ الخسارة.
تقرير: بهاء طباسي - مراسل كوردستان24 في فلسطين