لتعزيز التواجد العسكري في المنطقة.. وصول أكثر من 3 آلاف بحار أميركي إلى الشرق الاوسط
أربيل (كوردستان 24)- وصل أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي إلى الشرق الاوسط في إطار خطة لتعزيز التواجد العسكري في المنطقة، أكدت واشنطن أنها تهدف الى ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط، حسبما أفاد الأسطول الخامس، اليوم الإثنين.
وتعزز هذه الخطوة من الحشود العسكرية الأميركية في ممرات مائية استراتيجية وحيوية لتجارة النفط العالمية، مما أثار حفيظة طهران التي اتهمت واشنطن بالتسبب بحال من "عدم الاستقرار" في المنطقة.
وقال الأسطول الأميركي الذي يتّخذ من البحرين مقرا عبر بيان، نقلته فرانس برس: "وصل أكثر من 3000 بحار إلى الشرق الأوسط في 6 آب كجزء من خطة وزارة الدفاع المعلنة مسبقا"، مصيفا أن "السفينة الهجومية البرمائية يو أس أس باتان وسفينة الإنزال يو أس أس كارتر هول دخلتا البحر الأحمر بعد عبورهما البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس".
وذكر المتحدث باسم الأسطول الخامس تيم هوكينز، أنّ عملية الانتشار تؤكد "التزامنا القوي والثابت بالأمن البحري الإقليمي".
وتابع "تضيف هذه الوحدات مرونة وقدرات تشغيلية كبيرة حيث نعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء الدوليين لردع النشاط المزعزع للاستقرار وتخفيف التوترات الإقليمية الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرة السفن التجارية".
ويمكن للسفينة البرمائية أن تحمل أكثر من عشرين طائرة، وفقا للبيان.
وبحسب البيان، تؤمن هذه التعزيزات "أصولًا جوية وبحرية إضافية، بالإضافة إلى المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأميركيين، مما يوفر قدرًا أكبر من المرونة والقدرة البحرية للأسطول الخامس الأميركي" في منطقة الشرق الأوسط.
والإثنين، اعتبرت طهران أن الانتشار الأميركي يخدم مصالح واشنطن حصرا.
وبين المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن "التواجد العسكري للحكومة الأميركية في المنطقة لم يخلق الأمن أبدا. مصالحهم في هذه المنطقة تجبرهم دائما على تأجيج عدم الاستقرار وانعدام الأمن".
وأضاف في مؤتمر صحافي "نحن مقتنعون بشدة بأن دول الخليج قادرة على ضمان أمنها".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن خطة زيادة عديدها هذه الشهر الماضي.
ويقول الجيش الأميركي إنّ إيران احتجزت أو حاولت السيطرة على زهاء 20 سفينة في المنطقة خلال العامين الماضيين.
وأعلنت واشنطن أن قواتها منعت محاولتين إيرانيتين لاحتجاز ناقلتي نفط في المياه الدولية قبالة عمان في الخامس من تموز، بينما صادرت طهران سفينة تجارية في اليوم التالي.
وفي نيسان وأوائل أيار، صادرت إيران ناقلتين في غضون أسبوع في المياه الإقليمية، كما اتُهمت بشن هجوم بطائرة مسيّرة على ناقلة مملوكة لشركة إسرائيلية في تشرين الثاني 2022.
والأسبوع الماضي، أفاد مسؤول أميركي عن خطط لنشر "حراسة أمنية" مكونة من عناصر من البحرية على متن ناقلات تجارية تمر من مضيق هرمز وبالقرب منه "لتشكل طبقة دفاعية إضافية لهذه السفن المعرضة للخطر".
وشدد على ضرورة تلقي طلب للقيام بذلك لأن السفن خاصةٌ، مضيفا "نجري الاستعدادات للتنفيذ في حال وجود اتفاقات نهائية للقيام بذلك".
وتأتي خطة تعزيز التواجد العسكري لواشنطن في وقت تشهد منطقة الخليج نشاطا دبلوماسيا معززا، شهد تعميق الروابط بين دوله والصين.
وتوسّطت بكين في إبرام الخصمين الإقليميين السعودية وإيران في آذار ، اتفاقا سمح باستئناف العلاقات بينهما بعد سبعة أعوام من القطيعة، علما أنّ علاقات طهران مع دول الخليج الأخرى تشهد نموا كذلك.
وفي أيار، أعلنت الإمارات انسحابها من قوّة بحرية مشتركة تقودها الولايات المتحدة في الخليج، تعمل قبالة إيران وفي مياه البحر الأحمر.
وقال المحلل في شركة "فيرسك ميبلكروفت" الاستشارية طوربورن سولتفيدت لفرانس برس "سيظل الأمن محورا رئيسيا في العلاقات الأميركية الخليجية حتى وإن تراجع التهديد الذي تشكله الهجمات الإيرانية ضد عمليات الشحن على المدى القصير".
وأوضح "التصور بأن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لردع الهجمات الايرانية ضد (قطاع) الشحن الدولي سيستمر"، معتبرا أن هناك "حاجة لنهج جديد واضح".
وسبق وصول التعزيزات الأميركية إجراء الحرس الثوري الإيراني مناورات بحرية الأسبوع الماضي في مياه الخليج، هدفت الى "إظهار الاقتدار والاستعدادات الدفاعية والقتالية... في حماية أمن الخليج الفارسي والجزر الإيرانية".