الإفراج عن دفعة ثالثة من الرهائن والمعتقلين وحماس منفتحة على تمديد الهدنة

أربيل (كوردستان 24)- أفرجت حركة حماس الأحد بموجب اتفاق الهدنة عن 13 رهينة كانت تحتجزهم منذ هجومها غير المسبوق على إسرائيل، إضافة إلى أربع رهائن آخرين من خارج الاتفاق، فيما أطلقت الدولة العبرية 39 فلسطينيا من سجونها.
في الوقت نفسه، قال مصدر قريب من حماس إن الحركة أبلغت الوسطاء موافقتها على تمديد الهدنة الحالية التي بدأت الجمعة، بين يومين وأربعة، ما يعني، حسب الاتفاق، الإفراج عن مزيد من الرهائن بمعدل عشرة كل يوم، بينما تفرج إسرائيل عن ثلاثة سجناء فلسطينيين مقابل كل رهينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وصول الرهائن الـ17 إلى إسرائيل. وقد نقل 13 منهم مباشرة من غزة إلى إسرائيل، بينما سلك الأربعة الآخرون وهم روسي إسرائيلي وثلاثة تايلانديين أفرجت عنهم حماس بموجب مبادرة من خارج الاتفاق، طريق معبر رفح، ثم دخلوا إسرائيل من مصر.
وأعلنت حماس في بيان أن الإفراج عن المواطن الروسي جاء "استجابة لجهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتقديراً للموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية".
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن بين المفرج عنهم الطفلة أبيغايل التي تحمل أيضا الجنسية الأميركية وهي في عامها الرابع. وقال "إنها حرة وهي في إسرائيل"، مضيفا "إنها تعاني صدمة رهيبة".
كانت حماس احتجزت الطفلة خلال هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وأوضح مستشار البيت الأبيض جايك ساليفان أن الطفلة "شاهدت والديها يقتلان أمامها".
وأعلن مدير مستشفى سوروكا الإسرائيلي في بئر السبع الأحد أنّ وضع رهينة مسنّة أفرج عنها من قطاع غزّة ونقلت إلى المستشفى هي في وضع حرج وأنّ هناك خطرا يهدّد حياتها.
وقال الدكتور شلومي كوديش مدير مستشفى سوروكا الطبي للصحافيين إنّ "إلما أبراهام (84 عامًا) الرهينة التي أطلق سراحها ووصلت إلينا، هي لسوء الحظ في حالة خطر صحّي يهدّد حياتها".
واقتادت حماس خلال هجومها 240 شخصا رهائن نقلوا إلى غزة.
وتسبب الهجوم بمقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون، قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة ترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، وتسبّب بمقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.
وكانت حماس أطلقت على هجومها اسم "طوفان الأقصى". وقالت منذ اللحظة الأولى إنها لن تعيد الرهائن، وبينهم جنود، إلا مقابل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعددهم يقارب سبعة آلاف، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وأعلنت سلطة إدارة السجون الإسرائيلية الأحد الإفراج عن 39 سجينا فلسطينيا بموجب الهدنة الموقتة.
ووصل هؤلاء إلى قراهم في الضفة الغربية المحتلة حيث استقبلوا بالأعلام الفلسطينية والهتافات وإشارات الانتصار. كما أطلق المحتشدون في رام الله هتافات تأييد لحماس. وعاد البعض إلى القدس الشرقية حيث تمنع إسرائيل مظاهر الاحتفال.
وأعلنت قطر التي تؤدي دور الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر أن كل المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية الأحد من القصّر. أما الرهائن الإسرائيليون الذين يشملهم الاتفاق فهم تسعة أطفال وأربع نساء.
وقال مصدر قريب من حركة المقاومة الإسلامية لوكالة فرانس برس الأحد إن "حماس أبلغت الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية ما بين يومين إلى أربعة أيام".
وأضاف "نتوقع أنّ بإمكان المقاومة تأمين إطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 من الأسرى الإسرائيليين".
وقالت حماس في بيان إنها تسعى إلى "تمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة، من خلال البحث الجاد في زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية".
وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا خلال الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتمديد.
ويمكن تمديد الهدنة شرط إفراج الحركة الفلسطينية عن عشرة رهائن إضافيين كل يوم، في مقابل إطلاق سراح مزيد من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ودخلت الهدنة الموقتة حيز التنفيذ الجمعة. وبلغ عدد الإسرائيليين المفرج عنهم حتى اليوم بموجب الاتفاق 39، وعدد الفلسطينيين 117.
- دعوات إلى تمديد الهدنة -
وأمل الرئيس الأميركي في تمديد هدنة الأيام الأربعة. وقال بايدن "هدفنا أن تستمر هذه الهدنة إلى ما بعد غد بحيث نرى الإفراج عن رهائن آخرين ومزيدا من المساعدة الإنسانية" لغزة.
وثمة ضغوط داخلية كبيرة في إسرائيل لتمديد الهدنة بهدف إعادة مزيد من الرهائن.
غير أن مسؤولين عسكريين يخشون أن تؤدي هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على الحركة الإسلامية.
ومن غزة، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد مواصلة الحرب "حتى النهاية".
وقال نتانياهو حسب مقطع مصور بثه مكتبه خلال تفقده قوات إسرائيلية داخل القطاع "نبذل كل جهد ممكن لاستعادة مخطوفينا، وفي نهاية المطاف سنعيدهم جميعا"، مضيفا "أقول للمقاتلين وللمواطنين سنستمر للنهاية حتى تحقيق النصر".
وهذه أول مرة يحضر رئيس وزراء إسرائيلي إلى القطاع منذ الانسحاب الإسرائيلي منه عام 2005.
وأعلن نتانياهو مساءً أنه تحدث إلى بايدن.
بموجب اتفاق الهدنة، أدخِلت الأحد نحو 100 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة، وفق المدير العام لوزارة الصحة في القطاع منير البرش.
لكن البرش أكد أن كميات الوقود التي دخلت القطاع محدودة في وقت تشتد الحاجة إليها "لبدء تشغيل المرافق الأساسية" حسب الأمم المتحدة. وكانت 248 شاحنة دخلت خلال اليومين الماضيين.
وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة "نحتاج على الأقل 120 طنا من الوقود يوميا لبدء تشغيل المرافق الأساسية"، مشيرا إلى أن "إدخال الوقود بكميات كبيرة هو الأساس لتوفير مياه نظيفة للمواطنين في غزة".
وأضاف لوكالة فرانس برس أن معالجة الوضع الإنساني في القطاع تتطلب إدخال 200 شاحنة مساعدات يوميا لمدة شهرين متواصلين.
وحذّر أبو حسنة من "مجاعة" في القطاع المحاصر.
وقال "الأمراض المعوية والجلدية تنتشر بأضعاف ما كانت"، موضحا أن "مياه الصرف الصحي التي غمرت شوارع القطاع ستؤدي لتلوث الشواطئ ونشر الأمراض".
وفرضت إسرائيل على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007، "حصارا كاملا" منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر وقطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.
- القسام تنعى خمسة من قادتها -
ونعت كتائب عز الدين القسام الأحد خمسة من قادتها بينهم قائد لواء الشمال.
وقالت في بيان "تزف كتائب القسام ثلة من قادتها الأبطال وهم الشهيد القائد أحمد الغندور (أبو أنس) عضو المجلس العسكري وقائد لواء الشمال"، إضافة إلى "الشهداء القادة" وائل رجب ورأفت سلمان وأيمن صيام "الذين ارتقوا في مواقع البطولة والشرف في معركة طوفان الأقصى"، وهي التسمية التي أطلقتها حماس على الهجوم.
إلى ذلك، أكد فرع الحركة في الضفة الغربية المحتلة مقتل القيادي فرسان خليفة الذي وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه "رئيس لجنة طولكرم" في الضفة و"عمل معاونا ومقربا من مسؤولي حماس".
ووصف الجيش الغندور بأنه "أحد قادة التخطيط والتنفيذ لعملية التسلل والمجزرة الدامية التي ارتكبتها حماس في منطقة غلاف غزة".
أما صيام فوصفه بأنه "عمل رئيسا لمنظومة القذائف الصاروخية التابعة لحماس منذ حوالى 15 عاما".
وأشار بيان الجيش إلى أن الغندور وصيام وخليفة قتلوا في ضربة واحدة، من دون توضيح زمان تنفيذها أو مكانها.
ونادرا ما تعلن حماس الخسائر البشرية في صفوفها.
في الغضون، تواصل التوتر في الضفة الغربية حيث قتل ثمانية فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال 24 ساعة، خمسة منهم بعملية عسكرية في مخيم جنين، معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة، وفق ما أوردت وزارة الصحة الفلسطينية.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 توترا متصاعدا منذ اندلاع الحرب في غزة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل أكثر من 230 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي وبأيدي مستوطنين في الضفة، وأصيب أكثر من 2950، حسب وزارة الصحة.