محلل سياسي: الأحزاب السياسية الشيعية الموالية لإيران تعارض تشكيل إقليم سني في العراق

المحلل السياسي فرهاد دزيي
المحلل السياسي فرهاد دزيي

أربيل (كوردستان 24)- أكد المحلل السياسي فرهاد دزيي، اليوم الاثنين 19 شباط 2024، أن الأحزاب السياسية الشيعية الموالية لإيران تعارض فكرة تشكيل إقليم سني في العراق.

وقال فرهاد دزيي في مقابلةٍ مع كوردستان24، إن "إيران تعارض وجود النظام الفيدرالي في العراق"، موضحاً أن "المادة المرتبطة بالفيدرالية في الدستور هي من أقوى المواد الدستورية، إضافةً إلى أنها مادةٌ محمية، وفي حال تمت إزالة تلك المادة، فإن ذلك يعني إزالة الدستور ونسفه".

وأشار إلى أن "الأطراف السياسية الشيعية المدعومة من إيران لا ترغب بتشكيل إقليم سني في العراق"، مبيناً أنه "إذا شكّل السنة إقليماً في العراق، فإن الميليشيات الموالية لإيران ستدخل في نزاعٍ أهلي، لأنها مختلفة فكرياً، ولا تثق ببعضها البعض".

وأوضح أن "العراق يفتقد الآن للأمن والاستقرار"، مشيراً إلى أنه "بعد عام 2003 لم يبق شيءٌ اسمه (وحدة العراق)، فالعراق بات مُنقسِماً، وممتلكاته وأمواله وسماؤه ليسوا تحت تحكمه".

ولفت إلى أن "المشرعين القانونيين في المنطقة متفقون على أن النظام الفيدرالي، هو النظام الأكثر نجاحاً على مستوى العالم".

وشدد على أن "الأطراف السياسية الشيعية لا ترغب باستمرار كيان إقليم كوردستان، لأنه إقليمٌ ناجح ومتطور، في حين أنهم أصيبوا بالفشل".

من الناحية القانونية يسمح الدستور العراقي الذي صوت عليه المواطنون في 2005، بتشكيل الأقاليم، حيث تنص المادة (116) منه على أن النظام الاتحادي في العراق يتكون من عاصمةٍ وأقاليم ومحافظاتٍ لا مركزيةٍ وإدارات محلية.

كما وتحدد المادة 120 آلية تشكيل أي إقليم في البلاد، لكن تشكيل إقليم سني لا يواجه أي عائق قانوني بقدر ما يواجه عوائق سياسية حسب مراقبين.

وتتباين آراء القوى السياسية السنية حتى هذه اللحظة تجاه فكرة الإقليم، وهي مقسمة بين من يرى التوقيت غير مناسبٍ للذهاب به قدماً، ومن يرى الحفاظ على وحدة العراق وضرورة حل المشكلات على أساس الوحدة الوطنية، كل ذلك وسط غياب تبني أي طرف سياسي سني للمشروع بشكل علني ورسمي.

يبدو أن الحلم بتشكيل الإقليم السني لن يترجم على أرض الواقع قريباً وإنما سيبقى حبيس الظروف ومستجدات الأوضاع السياسية في البلاد، فإما الذهاب إلى تطبيق أحد بنود الدستور وتشكيل الإقليم وهو صعب وسط رفض سياسي من الأطراف الأخرى وعدم جدية القوى السياسية السنية حيال المشروع، وإما الانتظار لحين تشكل ظروف سياسية جديدة قد تُفضي إلى تشكيل الإقليم السني.

Fly Erbil Advertisment