المنتدى العراقي لحقوق الانسان: جريمة الانفال حرب ضد الهوية الكوردية
أربيل (كوردستان24)- أصدر المنتدى العراقي لحقوق الإنسان بيانا في ذكرى جرائم الأنفال دان فيها مجددا تلك الجرائم التي لا تسقط بالتقادم كونها من الجرائم الكبرى كجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية مشددا على أن مقدمات تلك الجرائم باتت تتكرر اليوم ما يتطلب التصدي لها ودحر ما تبيته من روح عدواني إجرامي يستهدف حقوق الناس على أساس الانتماء القومي بطابع شوفيني من جهة وأداء فاشي قمعي تصفوي من جهة أخرى.. ما يلزم أن تتحد الجهود لوقف التراجعات وتداعياتها وتهديداتها.
وقال المنتدى العراقي لحقوق الانسان في بيان له اليوم الثلاثاء 16 نيسان 2024 "الأنفال وصمة عار مازالت مستمرة في ضوء ظاهرة اجترار أداء النهجين الفاشي والشوفيني في التعامل مع الآخر بديلا عن نهج التلاحم والوحدة والاحترام المتبادل في الإطار الفيديرالي.. ونحن نستذكر هنا جرائم الأنفال بكل ما اكتنفها من أنماط، سواء جرائم الإبادة الجماعية الجينوسايد أم جرائم التهجير القسري الخارجي منه والداخلي بمحاولة لتصفية وجودية وللإمعان في جريمة التغيير الديموغرافي للمنطقة وانتزاعها من كوردستان بعمليات تعريب مفضوحة".
وأضاف البيان "بإطار الأنفال ارتكبت جرائم ضد الإنسانية كما في أمور السحق النفسي والحرب ضد الهوية القومية للكورد وتغيير هويات كثير منهم إلى العربية، وهو ما يندرج فيما يشخصه القانون الدولي جريمة إبادة الجنس البشري ومظاهرها في الإبادة الجسدية والإبادة البيولوجية من تعقيم الرجال وإجهاض النساء وحصل هذا بالخصوص مع الكورد ومنهم البارزانيين وهناك الإبادة الثقافية من اعتداء على الثقافة القومية وعلى الهوية المخصوصة وإسقاط الجنسية عن الذين لا يشاركون في إحصاءات النظام عبر محاولات محاصرة الثوار الكورد ومطاردتهم بل تغيير هويات آلاف منهم بالإكراه".
وذكر البيان العواقب التي نجمت عن إهمال قراءة جرائم الانفال والانتصاف للضحايا، ما يتطلب مزيداً من الحكمة في مسيرة المعالجات الامنتظرة لانهاء تلك العواقب وتجاوز ما نجم وينجم عنها، ومنها:
1- إنّ كل منصف يدرك ما تركته الأنفال من آثار نفسية حفرت عميقا في الأنفس عند الأبناء والزوجات وعند مجموع الشعب الكردي.. وستتضاعف تلك الآثار الأخلاقية التربوية بسبب ما نشهده اليوم من قلة الاكتراث وعدم التعاطي مع حجم الكارثة الإنسانية التي حصلت بحق ذوي الضحايا وعموم الشعب الكوردي.
2- ونظرا إلى أنّ جريمة الأنفال هي مجموعة متنوعة من الجرائم ضمت الإبادة وضد الإنسانية فإنَّها تظل جريمة لا تنتهي بالتقادم الزمني ولها عواقبها القانونية الدستورية التي سيؤدي إغفالها إلى صعود نجم التعاطي مع المركزية بوصفها غطاء قانونيا الذي يتستر خلف ادعاء أو توهم التمسك بالوحدة الوطنية ولكن مؤداه الحقيقي هو التراجع عن الفيديرالية
3- وتأتي بعد ذلك العواقب السياسية، إذ ستفضي حالة إهمال دراسة الجريمة وآثارها إلى القبول بطروحات رفض الفيديرالية ومن ثمَّ رفض الحقوق القومية العادلة للكورد والنكوص عنها
4- وتتعمق الأمور لتصل إلى العواقب الإنسانية، حيث الضحايا بلا تعويض في وقت حتى ضحية الجريمة العادية يجري تعويضها ولكننا هنا بصدد جريمة كبرى مركبة جرت بحق مئات آلاف الضحايا وبحق شعب بأكمله فأين التعويضات التي تسد جانبا من بقايا آثار الجريمة
5- والأخطر يكمن في ظهور العواقب القومية: تلك التي تقوم على جلد الذات وتأنيب الضمير القومي تجاه عملية التجاهل من الآخر والسكوت عليه من قوى القومية الكوردية ما يفضي إلى قطيعة تحفر مزيدا من التطرف القومي الذي لا يصب في الروح الانفصالي على المستوى العراقي في الظرف التاريخي الحالي بل إلى الانفصال العدائي بين القوميات المتآخية على المستوى التاريخي المقبل وهو أمر سنكون مسؤولين عنه حيثما أغفلنا التعاطي مع خطورة الجريمة وحجمها
وتابع البيان "إنَّ تلك العواقب الخطيرة ستظل شاخصة وسرعان ما تتحول إلى عقبة كأداء أو مشكلة خطيرة تجابه التطورات الوطنية والقومية في العراق والمنطقة وهي على المستوى الدولي من المشكلات المزمنة التي لا ينبغي التساهل معها ولابد من أجل التعاطي معها من تأهيل الوضع إلى أفضليات جدية مسؤولة توحِّد جميع الأطراف عبر قراءة جدية دقيقة قراءة صحيحة للتاريخ المعاصر وتسجيل وقائعه وأحداثه حتى لا يندثر ويصير من الشؤون المختلف عليها في الأجيال اللاحقة ومما يثير الانقسامات والصراعات بل لابد من مراكز بحثية تكفل الدراسة العلمية الموضوعية بخاصة في الجامعات العراقية ومنها الكوردية بالخصوص فضلا عن مركز دولي بالخصوص".
وأوضح بيان المنتدى العراقي لحقوق الانسان " إننا إذ نستذكر ذكرى تلك الجرائم الكارثية الفاجعة لا نقف على أطلال ذكريات عابرة فبين عدم سقوط تلك الجرائم بالتقادم كما تنص المواثيق الأممية وبين تفاقم نغمة التخوين وتوجيه الاتهامات بالروح الانفصالي وتمظهرات القوى التي تبحث في مبدأ الوحدة الوطنية بأسس موضوعية تنغص الأوضاع عناصر لها وزنها في التحكم بالسلطة عبر مرجعيتها الفكرية ومنطق المركزية المشؤوم بمصادرته قيم الروح الاتحادي وتبادل الاحترام بين مكونات الوطن ويندفعون أكثر بشنّ حملات ظاهرها الحرص على المرجعية الوطنية وحقيقتها مصادرة صلاحيات الأقاليم الفيديرالية وحقوقها وحرياتها وما يطبعها من طابع الشوفينية الاستعلائية وتهميش الآخر وإلغاء شخصيته بما يستعيد منهج النظم الفاشية الشوفينية التي غادرت الميدان وتلكم قضية خطيرة بخاصة أنها ليست مجرد شعارات سياسية وصراعات على هامشها بل هي أداء فعلي أصاب المواطن الكوردستاني أولا بالاجحاف وعدم المساواة بخلفية الانتماء القومي ومرجعية وجوده في إقليم فديرالي وثانيا أمعن في استغلاله بقطع الرواتب بحجج وذرائع الصراع السياسي مع الأحزاب الكوردستانية دع عنكم التدخلات التي منحت جهات إقليمية فرص العبث بمقدرات شعب كوردستان والتحكم بمصيره".
وأضاف "إننا اليوم لا نجدد إدانة جرائئم الأنفال فحسب بل نؤكد إدانة صريحة قوية لكل ما جرى اليوم ويجري بظلال سياسة مشوهة مضللة مخالفة للدستور ولنهج حق تقرير المصير والعمق الفيديرالي وسنواصل التصدي لكل ما ينتهك حقوق شعب كوردستان تامة كاملة غير منقوصة كون تلبيتها يمثل الركن الجوهري للعراقي الفيديرالي الجديد وللاحترام المتبادل الذي سيكبح جماح قوى العنف المرضية التي تخترق البلاد وتدمر بنيانها وتطعن بمكونات الشعب جميعا لمآرب تتعارض ومجمل قيم الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته".