غوتيريش يحذر من أن هجوما بريا إسرائيليا على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية"

أربيل (كوردستان24)- حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة من أن هجوما بريا إسرائيليا على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية هائلة" فيما تشل العمليات العسكرية ضد حماس في هذه المدينة المكتظة بالسكان دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

في هذا الوقت، اعتبرت غالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة أن للفلسطينيين الحق في عضوية كاملة في المنظمة الدولية وقررت منحهم بعض الحقوق الإضافية في ظل غياب انضمام فعلي عرقلته الولايات المتحدة باستخدامها الفيتو في مجلس الأمن.

وأثار هذا التصويت الرمزي غضب إسرائيل. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن هذا التصويت يبعث رسالة إلى حماس مفادها أن "العنف يؤتي ثماره"، معتبرا أنه "يكافئ" حماس على الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

من جهتها، رحبت الخارجية الفلسطينية بالتصويت الذي منح حقوقا جديدة للفلسطينيين في المنظمة الدولية، ورأت أنه يؤكد "أحقية دولة فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة".

بعد سبعة أشهر من المعارك والقصف الإسرائيلي المتواصل، انتهت الخميس جلسة مفاوضات غير مباشرة في القاهرة من دون التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس. 

وقبل ذلك، هدد الرئيس الأميركي جو بايدن، للمرة الأولى، بوقف إمدادات الأسلحة إلى اسرائيل التي تعدّ الولايات المتحدة أبرز داعم عسكري لها، في حال نفذ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تهديده بشن هجوم على رفح. لكن نتانياهو رد بقوله مساء الخميس "إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا".

وقال غوتيريش إن "هجوما بريا واسع النطاق في رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تصورها ويوقف جهودنا لدعم الناس مع اقتراب المجاعة".

من جهته أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تراقب "بقلق" العملية الإسرائيلية في رفح لكنها لا تعتبرها "كبيرة" حتى الآن.

في الساعات الأولى من يوم الجمعة أفادت فرق وكالة فرانس برس بحصول قصف مدفعي إسرائيلي باتجاه رفح على الحدود المصرية، بينما تحدث شهود عن غارات جوية على منطقة جباليا في شمال القطاع، إضافة الى غارات جوية مماثلة ومعارك في مدينة غزة.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 30 ألف شخص يفرون "يوميا" من رفح إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة جورجيوس بتروبولوس "تأثّر بأمر الإخلاء الأخير الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية والمرتبط بالعملية العسكرية في غزة حتى الآن 110 آلاف شخص أو أكثر نزحوا شمالا".

وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الدوري للأمم المتحدة في جنيف أن "معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا للنزوح خمس أو ست مرات" منذ بداية الحرب. بعضهم توجه إلى خان يونس المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون يتساءلون إلى أين يذهبون.

هذه هي حال أم صبحي النازحة من غزة في الشمال. وقالت لفرانس برس "عند بدء الحرب، توجهنا الى رفح ثم نزحنا مرات عدة في منطقة رفح بسبب التهديدات والضربات والوضع المخيف والمرعب، قبل المجيء الى النصيرات (وسط)".

 

صعب جدا

وسلك بعض هؤلاء طريق خان يونس، المدينة المدمرة القريبة من رفح، فيما يتساءل آخرون الى اين يذهبون في القطاع الفلسطيني.

وقال النازح عبد الرحمن لفرانس برس "الدبابات والمدفعية ودوي القصف لا ينقطع. الناس خائفون ويبحثون عن مكان آمن".

أشار شهود الجمعة الى ضربات جوية ومعارك في مدينة غزة حيث قتل أربعة جنود اسرائيليين في انفجار "عبوة ناسفة" حسب ما أعلن الجيش ليرتفع بذلك عدد العسكريين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي البري في نهاية تشرين الأول/اكتوبر الى 271.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من عشرة صواريخ أُطلقت من قطاع غزة على إسرائيل الجمعة، أحدها أصاب منطقة مأهولة في بئر السبع وتسبب بجرح امرأة.

ويهدد نتانياهو منذ أشهر باجتياح رفح التي يعتبرها آخر معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويتكدس فيها بسبب الحرب 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، توغلت دبابات الجيش في المدينة وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل المساعدات.

وأعلن الجيش الجمعة أنه يواصل عملياته في شرق رفح متحدثا عن "تصفية خلايا ارهابية خلال معارك جرت عن قرب وضربات جوية من الجانب الغزي للمعبر الحدودي".

رغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الأربعاء بعد إغلاقه ثلاثة أيام بسبب إطلاق صواريخ وفقا لإسرائيل، ما زال إيصال المساعدات "صعبا جدا" بحسب ما قال أندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية لفرانس برس.

في جنيف، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة "جميع أطراف" النزاع بين إسرائيل وحماس إلى عدم مهاجمة المعابر القليلة المفتوحة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع والتي تشرف على الشؤون المدنية الفلسطينية "نقل 200 ألف لتر من الوقود إلى منظمات دولية في قطاع غزة" عبر معبر كرم أبو سالم.

في الغضون، انتقد تقرير لوزارة الخارجية الأميركية طال انتظاره الجمعة طريقة استخدام إسرائيل للأسلحة الأميركية في حرب غزة لكنه لم يجد "أدلة كافية" على وجود انتهاكات من أجل تعليق الشحنات.

 

دعوة الى المرونة

اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعدما نفذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا معظمهم مدنيون حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 37 منهم وفق مسؤولين إسرائيليين.

ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34 ألفا و943 قتيلا غالبيتهم مدنيون وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

ودعت مصر حماس وإسرائيل إلى إبداء "مرونة" للتوصل الى اتفاق بشأن الهدنة وتبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.

توازيا دعت فرنسا ليل الجمعة السبت إسرائيل إلى أن توقِف "بلا تأخير" عمليتها العسكرية في رفح التي تهدد بالتسبب بـ"وضع كارثي" لسكان قطاع غزة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان على منصة إكس.

وقالت الوزارة "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى وقف هذه العملية العسكرية بلا تأخير، والعودة إلى مسار المفاوضات" الذي يعدّ "السبيل الوحيد الممكن" من أجل "الدفع نحو إطلاق الرهائن فورا والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

من جهته دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بترو الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لاتهامه إياها بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، الجمعة المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

 

وقف دائم للنار

انتهت الخميس جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل وحماس حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع أن "الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين".

وأعلنت حماس الجمعة أن رفض إسرائيل المقترح الأخير لاتفاق هدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة "أعاد الأمور إلى المربّع الأول"، مشيرة إلى أن ذلك دفعها إلى "إعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية".

كانت حماس وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء. الا أن الدولة العبرية أكدت أن هذا الطرح "بعيد جدا" عن مطالبها وكررت معارضتها وقفا دائما لإطلاق النار طالما "لم تُهزم" حماس التي سيطرت على غزة في 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

Fly Erbil Advertisment