استمرار الحرب على غزة يدفع الذهب لمواصلة صعوده القياسي

أربيل (كوردستان24)- واصلت أسعار الذهب ارتفاعها القياسي مدفوعة بعمليات مضاربة واستمرار التوترات في الشرق الأوسط جرّاء تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت شهرها الحادي عشر والتي طغت على بيانات الوظائف الأميركية القوية.

المعدن الأصفر بلا بريق في غزة، فما زالت أصداء الحرب الإسرائيلية تلقي بظلالها المأساوية على مناحي الحياة كافة، ولعل سوق الذهب تجسيد حي لذلك، فالملاذ الآمن لمحافظ المستثمرين في دول العالم في ظل الأزمات،  يبدو أنه يفقد بريقه في غزة مثلما فقدت الإنسانية أسمى معانيها هنا.

وقال علاء بصل وهو صاحب متجر ذهب لكوردستان24 "الحرب أثرت على الاقبال على الذهب، ليس هناك طلب على الذهب نهائياً، وهناك ارتفاع شديد في أسعاره بغزة، ولا توجد فرص عمل والمستوى المادي تراجع كثيراً لدى الاهالي، ما أدى الى قلة الاقبال على الذهب".

فبينما ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة ثلاثة من عشرة بالمئة إلى ألفين وخمسمئة واثني عشر دولارًا وثمانية وثلاثين بالمئة للأَوقية الواحدة، يواصل المعدن النفيس تراجعه في غزة يوما تلو الآخرِ، لإقبال جل مالكي الذهب على بيعه، أملا في تحصيل أموال لعلها تساعد في البقاء على قيد حياة يتهددها الموت.

وقال فصل عدوان وهو صاحب محلات مجوهرات لكوردستان24 "سابقا كان الاقبال جيداً من قبل الاهالي، أما الان لا يوجد إقبال، نبيع خاتم صغير او حلقة صغيرة".

في وقت كهذا قد قلت عمليات الشراء بل اندثرت من قبل معظم الغزاويين، تجارا كانوا أم مالكين للذهب، ما أدى إلى تراجع أسعارِه لمستويات غريبة، إذ سجل غرام الذهب الواحد من عيار أربعة وعشرين نحو ثلاثة وثمانين دولاراً.

بنظرة عابرة لسوق الذهب ستجد قليلًا ممن يجلسون في الشوارع على هيئة تجارِ مصنوعات يدوية، لا حول لهم ولا قوة.. واليوم اختفى المعدن الأصفر في غزة بفعل الدُّخان الأسود، فالحرب الإسرائيلية ألقت بظلال سوداء على تجارِ الذهب بتدميرِ سوق الذهب العريق، ولم تبق منه سوى الذكريات.

تقرير: بهاء طباسي - كوردستان24