الأمين العام الجديد للناتو يؤكد في كييف رغبته في "انتصار" أوكرانيا

أربيل (كوردستان 24)- أكد الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس خلال زيارته لكييف ولقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هدفه كرئيس للتكتل العسكري هو ضمان "انتصار أوكرانيا".
وزار روته كييف بعد يومين على تسلمه مهامه لطمأنة أوكرانيا إلى دعم الحلف في مواجهة الوضع الصعب على الجبهة.
ولكن في مؤتمر صحافي مشترك، انتقد زيلينسكي التأخير الغربي في توريد الأسلحة بعيدة المدى التي يقول إنها ضرورية لمحاربة الغزو الروسي، ودعا أعضاء الناتو إلى إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي تطلق على أوكرانيا.
وأكد روته اختياره لكييف كأول رحلة له في منصبه الجديد "لتوضيح الأمر لكم، وللشعب الأوكراني ولكل من يشاهد، بأن حلف شمال الأطلسي يقف إلى جانب أوكرانيا".
وأشار "أولويتي وامتيازي هو المضي قدماً بهذا الدعم (..) والعمل معكم لضمان انتصار أوكرانيا".
وقال زيلينسكي إنه بدون المساعدات الغربية، لن يكون لدى أوكرانيا أي فرصة للفوز بالحرب.
وانتقد الرئيس الأوكراني التأخير في الشحنات وانتقد القيود التي يقول إنها تحد من قدرة كييف على الرد - وهي تصريحات كررها إلى جانب روته الخميس.
وأضاف "نحن بحاجة إلى كمية ونوعية كافية من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، والتي، في رأيي، يؤخرها شركاؤنا بالفعل".
قرار "صعب"
وأكد أن بلاده تريد "إقناع" حلفائها الغربيين "بإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية" التي تستهدفها، رغم ترددهم.
وتابع"سنواصل إقناع شركائنا بضرورة إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية". وأضاف "نحن ندرك أنه قرار صعب" وأنهم "غير مستعدين بعد".
وتسلّم روته قيادة الحلف الثلاثاء من سلفه ينس ستولتنبرغ.
ويعد روته من أشد داعمي أوكرانيا وسبق أن زارها مرات عدة منذ الغزو الروسي.
وتعد الحكومة الهولندية أحد أهم الداعمين الأوروبيين لكييف، وكانت القوة الدافعة وراء تسليم طائرات مقاتلة متطورة من طراز إف-16 إلى كييف.
وكان روته رئيساً للوزراء عندما أسقطت طائرة الخطوط الجوية الماليزية الرحلة "ام اتش 17" فوق أوكرانيا في عام 2014، مما أسفر عن مقتل 298 شخصاً، معظمهم من الهولنديين.
وقال إن الحادث "غير وجهة نظري الشخصية للعالم" وجعله أكثر تصميماً على دعم أوكرانيا، "من أجل أمنهم وأمننا".
وبالإضافة إلى الدعوات لإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، تطالب أوكرانيا بالحصول على إذن لضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، لكن الغرب، خصوصاً الرئيس الأمريكي جو بايدن، يخشى رد فعل روسيا.
شتاء صعب
وستواجه أوكرانيا عدة أشهر حرجة قادمة، وربما ما سيكون أصعب شتاء تشهده على الإطلاق، في ساحة المعركة.
وكانت القوات الروسية تتقدم ببطء عبر الشرق طيلة معظم عام 2024 وتستهدف مركز اللوجستيات الرئيسي في بوكروفسك.
ومع وجود القوات الروسية على بعد أقل من 10 كيلومترات، فإن سقوطها من شأنه أن يعيق بشدة طرق الإمداد الأوكرانية والمواقع الدفاعية في منطقة دونيتسك.
كما استهدفت الغارات الروسية شبكة الطاقة في أوكرانيا ودمرت مساحات شاسعة من القدرة على توليد الكهرباء، حيث تستعد كييف لانقطاع التيار الكهربائي الذي قد يدفع الملايين إلى الظلام، ويقطع التدفئة والمياه الساخنة في درجات حرارة تحت الصفر.
وفي الوقت نفسه، أثارت العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي يشكك في المساعدات، تساؤلات حول المدة التي ستستمر فيها واشنطن، وهي أهم داعم لأوكرانيا في إمدادها وتمويل معركتها ضد موسكو.
ميدانياً، أدى هجوم بطائرة مسيرة روسية إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل في منطقة تشيرنيغيف الحدودية الشمالية.
وقالت قوة الشرطة الوطنية الأوكرانية عبر تلغرام "هاجم العدو بطائرات بدون طيار شاحنة غاز كانت تقوم بتوصيل الغاز المنزلي للناس" مشيرة إلى أن الشاحنة انفجرت ما أدى إلى اشتعال النار في المباني السكنية.
وأعلنت روسيا الخميس السيطرة على مدينة فوغليدار في شرق أوكرانيا التي أعلنت القوات الأوكرانية انسحابها منها الأربعاء إثر معركة شرسة استمرت أكثر من سنتين.
المصدر: AFP