100 عام على لوزان .. حلم الدولة بين مصالح الدول العظمى وحق الشعوب في تقرير مصيرها .
"إتفاقية قسمت الشعب الكوردي في المنطقة الذي تواجد على ارضه منذ 7 الاف سنة "

أربيل (كوردستان24) - تمر الیوم ذكرى مرور مئة عام على المعاهدة المشؤومة التي قسمت المناطق الكوردية بين الدول المحيطة .
الاتفاقية التي قسمت الشعب الكوردي في المنطقة الذي تواجد على ارضه منذ 7 الاف سنة وتم توزيعهم بين الدول المحيطة ( ايران تركيا سوريا والعراق ) .
تم توقيع اتفاقية لوزان في الـ24 من تموز عام 1923، في مدينة لوزان السويسرية، وقامت بإلغاء وعد الحلفاء في بناء دولة كوردستان، رغم اتخاذ القرار في معاهدة سيفر ببناء دولة للكورد في جنوب وشمال كوردستان، إلا أن الدول العظمى وخاصةً بريطانيا قامت بإسقاط القرار في معاهدة لوزان..
ففي معاهدة سيفر التي أبرمت عام 1920، تقرر بناء دولة كوردية مستقلة عن العراق، وذكرت البنود 62، و63، و64، بشفافية وعلنية، عن حدود الدولة الكوردية التي كان من المقرر إعلانها.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1914 – 1918 وتهاوي الدولة العثمانية واستسلامها في مؤتمر مودرس (30 تشرين الأول 1918)؛ ظهرت القضية الكوردية على مسرح الأحداث الدولية كأحد مخرجات هزيمة الدولة العثمانية، وحاول الكرد تحقيق رغبتهم في الحرية والاستقلال والاستفادة من هذه التطورات بالاعتماد على الوعود البريطانية ومبادئ الرئيس الأمريكي ولسون بشأن حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وقرر المنتصرون تقسيم التركة العثمانية في مؤتمر الصلح بباريس بمشاركة 32 دولة بالإضافة إلى الوفود غير الرسمية (واستمر أعمال المؤتمر من كانون الثاني 1918 لغاية 21 كانون الأول من عام 1920)، وخاض المنتصرون صراعاً مريراً حول التركة، خاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، وجاءت معظم قرارات المؤتمر لصالح كل من بريطانيا وفرنسا.
شارك الكورد في مؤتمر الصلح بوفد غير رسمي برئاسة الجنرال شريف باشا؛ والحقيقة أن الجنرال كلف برئاسة الوفد الكردي إلى المؤتمر من قبل مجموعة من الجمعيات والأحزاب الكوردية، مثل جمعية تعالي وترقي كوردستان، والجمعية الكوردية، وحزب استقلال الكورد …الخ. وضم الوفد كل من فخري عادل بك وعادل بك المارديني وصالح بك حسني وغالب علي بك، وحاول الشيخ محمود الحفيد إرسال وفد إلى المؤتمر إلا أن الإنكليز حالوا دون وصوله.
ولعب الوفد الكوردي رغم إمكانياته البسيطة وتمثيله الضعيف والعراقيل التركية دوراً مهما في المؤتمر.
وقد جرى الحديث في المؤتمر عن كوردستان والقضية الكوردية لأول مرة في 29 كانون الثاني 1919 من قبل الممثل البريطاني الذي دعا إلى فصل العراق وسوريا وأرمينيا وكوردستان وفلسطين وشبه الجزيرة العربية عن الإمبراطورية العثمانية فصلاً تاماً.
في لوزان تم التغاضي عن القضية الكوردية بشكل كامل، وألغيت البنود الثلاث التي أعطى المهيمنون على اتفاقية سيفر تلميحا دوليا على احتمالية استقلال جزء من كوردستان، ومع إلغاء القضية الكوردية من جدول المفاوضات عتمت على القضايا القومية الأخرى كالأرمنية واليونانية والبلغارية وغيرها، وفرض الوفد التركي القومية التركية ومصالحها بشكل مطلق على دول التحالف.
ان مرحلة سيفر – لوزان تمثل ما يمكن وصفه بالحدث المأساوي في تاريخ النضال الكوردي في سبيل الاستقلال، فالوعود المتكررة التي ظلت حبرا على ورق أفضـت بـالكورد إلى الاعتقاد حلمهم كان ومایزال یستغل من قبل القوى العظمى، وفقا لمصالحهم . .
ومن حيث الوضع القانوني للكورد في ظل هذه المعاهدات والاتفاقيات الدولية وخاصة بين عام 1916 و1923، وبالاخص معاهدة سيفر، يرى بعض الباحثين ان المعاهدة تعتبر أول عمل قانوني دولي في القرن العشرين، يعترف بالشخصية والهوية القومية الكوردية، وحق الشعب الكوردي بالاستقلال ضمن دولة خاصة به وفوق أرضه، وحتى إن ألغيت أو لم تنفذ فهذا شيء أخر ولا ينفي مبدأ الاعتراف، ففي العرف الدولي الاعتراف شيء وعدم التنفيذ المادي هو شيء أخر.
