اليمن في قلب الصراع الإقليمي وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية
أربيل (كوردستان24)- بعد تكرار القصف الإسرائيلي على الأراضي اليمنية، يعيش السكان مخاوف كبيرة من تداعيات دخول بلادهم في حرب إقليمية واسعة، ستؤدي بلا شك إلى تضاعف الأزمة الإنسانية المتصاعدة منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد قبل عشر سنوات.
للمرة الثانية على التوالي وخلال أقل من ثلاثة أشهر، يتعرض اليمن لقصف مباشر بعشرات الغارات الصاروخية من قبل مقاتلات إسرائيلية، كرد على الهجمات الأخيرة للحوثيين ضد إسرائيل. شملت الضربات منشآت مدنية وموانئ في محافظة الحديدة، قالت إسرائيل إن جماعة الحوثي تستخدمها لنقل الأسلحة والإمدادات العسكرية الإيرانية، تطورات تهدد استقرار اليمن، وتجعله في قلب الصراع الإقليمي.
وقال محمد صدام وهو ضابط في الجيش اليمني لكوردستان24 "مليشيا الحوثي هي من تتحمل تداعيات إدخال اليمن في هذا الصراع الذي لا علاقة لنا به، وإيران هي من تأمر الحوثيين بالعمليات التي تقوم بها".
لا يكف الحوثيون عن شن هجمات ضد إسرائيل والملاحة البحرية، ولا ينوون ذلك في المستقبل، بحسب خطاباتهم. الحكومة اليمنية جددت تحذيرها لإيران وإسرائيل على حد سواء من جر الدولة إلى مزيد من التصعيد، لما من شأنه تعميق الأزمة الإنسانية، وهذه المخاوف لا تغيب عن السكان المحليين، الذين يعتبرون أنفسهم الحلقة الأضعف، وسط كل هذه المستجدات.
وقال جمال عبدالناصر وهو مواطن يمني لكوردستان24 "إسرائيل تستهدف المصالح الحيوية والبنى التحتية لليمن، وهو ما سيزيد الشعب اليمني من الويلات، وقد لا يكون التدخل مستقبلا محصورا على إسرائيل، إذ يمكن أن تأتي دول كثيرة لحماية مصالخها في البحر الأحمر وباب المندب".
يبحث اليمنيون عن منفذ للسلام بعد عشر سنوات من الصراع المسلح، لكنهم يجدون أنفسهم اليوم أمام تحد أكبر من ذلك، يعرقل مساعي وقف الحرب، ويجعل البلاد عرضة لدمار أوسع في حرب إقليمية لا يقدرون على آثارها.
يبدو أن تحقيق حلم اليمنيين بالاستقرار أصبح اليوم عنهم أبعد ما يكون، وهم يراقبون بلدهم يتجه نحو حال عسكري وأمني أشد تعقيدا. فهل سيعمل المجتمع الدولي على مراعاة الأوضاع الراهنة في اليمن أم أن تصفية الحسابات، ستكون فوق كل الاعتبارات.
تقرير: أيمن قائد – مراسل كوردستان24 في اليمن