يحدد الفائز برئاسة الولايات المتحدة.. حقائق عن المجمع الانتخابي
أربيل (كوردستان24)- مع إدلاء عشرات ملايين الأميركيين، الثلاثاء، بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد، حيث يتنافس، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، تتجه الأنظار لمرحلة مهمة في تحديد النتيجة وهي المجمع الانتخابي.
وأدلى أكثر من 85 مليون أميركي بأصواتهم بالاقتراع المبكر، وتستحيل معرفة إن كانت عمليات فرز الأصوات ستستغرق ساعات أو أياما وصولا إلى إعلان الفائز بين مرشحين على طرفي نقيض.
ويسعى المتنافسان هاريس وترامب للفوز بالولايات لضمان أكبر عدد من الناخبين الكبار ضمن إطار نظام "المجمع الانتخابي" الذي يعطي النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها.
يعرّف موقع الأرشيف الوطنية المجمع الانتخابي، أو الـ"Electoral College" بأنه "عملية" تشمل أولا اختيار المندوبين، أي أعضاء المجمع، ثم اجتماعهم للتصويت لاختيار الرئيس ونائب الرئيس، وأخيرا فرز أصوات المندوبين في الكونغرس.
المجمع الانتخابي شرّعه الآباء المؤسسون في الدستور ليكون حلا وسطا بين انتخاب الرئيس عن طريق تصويت المندوبين، وانتخاب الرئيس من خلال تصويت المواطنين في التصويت الشعبي.
من يختار أعضاء المجمع الانتخابي؟
تختلف طريقة اختيار المندوبين، وفقا لقوانين كل ولاية. لكن، عموما، يتم اختيارهم عبر مرحلتين. في الأولى، تقدم الأحزاب السياسية، في كل ولاية، قوائم المندوبين المحتملين قبل الانتخابات العامة، ليصوت عليهم المواطنون، في المرحلة الثانية، من خلال التصويت في الانتخابات العامة.
أي أن التصويت للمرشح الرئاسي المفضل في ولاية ما، يتضمن التصويت لصالح مندوبي حزبه في تلك الولاية.
المندوبون هم في الغالب حزبيون أو أشخاص تربطهم علاقات بالأحزاب في الولاية، ويتم اختيارهم وفقا لمساهماتهم في دعم الحزب، وفقا لموقع الإذاعة الوطنية "أن.بي.آر".
المرحلة الأولى من عملية اختيار المندوبين تجري تحت إشراف الأحزاب في كل ولاية، وتختلف الإجراءات في هذه المرحلة من ولاية إلى أخرى. لكن بشكل عام، تقدم الأحزاب لوائح بأسماء المندوبين المحتملين في مؤتمرات الحزب في الولايات، أو تختارهم عن طريق تصويت اللجنة المركزية للحزب.
يفضي هذا الجزء من العملية إلى حصول كل مرشح رئاسي على لائحة "Slate" من المندوبين المحتملين الخاصين به.
الجزء الثاني من العملية يجري أثناء الانتخابات العامة. فعندما يدلي المواطنون المؤهلون للتصويت بأصواتهم للمرشح الرئاسي المفضل، فإنهم يصوتون أيضا لاختيار أعضاء المجمع الانتخابي، أي المندوبين الذين يمثلون ولايتهم.
وقد تظهر أسماء المندوبين المحتملين على بطاقة الاقتراع أسفل أسماء المرشحين الرئاسيين أو قد لا تظهر، بحسب إجراءات الانتخابات ونماذج بطاقات الاقتراع في كل ولاية.
هذا يعني أن المواطنين المؤهلين للتصويت لا يحسمون نتائج الانتخابات العامة إلا على مستوى الولاية، أما على المستوى الوطني فيحدد النتائج المندوبون، أي أعضاء المجمع الانتخابي. ولهذا السبب من الممكن أن يفوز المرشح بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني - كما فعلت هيلاري كلينتون في العام 2016 - ولكن لا يفوز في المجمع الانتخابي، وبالتالي يخسر الانتخابات مثل هيلاري كلينتون.
كم عدد أعضاء المجمع الانتخابي؟
يتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوبا. ولفوز المرشح الرئاسي، لابد من حصوله على أغلبية بـ 270 صوتا من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي. عدد المندوبين عن كل ولاية هو نفس عدد وفدها - أي ممثليها - في الكونغرس بغرفتيه النواب والشيوخ.
ماذا يحدث بعد الانتخابات العامة؟
بعد الانتخابات العامة، تقوم السلطة التنفيذية في كل ولاية بإعداد وثيقة تحقق "Certificate of Ascertainment" تتضمن أسماء جميع الأشخاص المرشحين للمجمع الانتخابي في لوائح كل مرشح رئاسي.
وتتضمن وثيقة التحقق أيضا من عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح للمجمع الانتخابي وتبين هوية الذي تم تعيينهم مندوبين عن الولاية.
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي، في أول يوم ثلاثاء بعد الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر بعد الانتخابات العامة في ولاياتهم، حيث يدلون بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس في اقتراعين منفصلين. تُدون أصوات المندوبين في كل ولاية في شهادة التصويت "Certificate of Vote"، ويرسل المندوبون في كل ولاية شهادة التصويت إلى الكونغرس.
يتم عد أصوات مندوبين كل ولاية في جلسة مشتركة للكونغرس في السادس من يناير من العام التالي لتصوت المندوبين على الرئيس ونائبه.
ويجتمع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في غرفة مجلس النواب لإجراء العد الرسمي لأصوات المندوبين. ويرأس نائب رئيس الولايات المتحدة، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، عملية الفرز ويعلن نتائج التصويت. ثم يعلن رئيس مجلس الشيوخ اسمي الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب. (حاول أنصار الرئيس السابق، دونالد ترامب، عرقلة هذه العملية عندما اقتحموا مبنى الكونغرس في السادس من يناير عام 2021.)
وأخيرا، يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير من العام التالي للانتخابات العامة.
ماذا لو حصل تعادل تام بين هاريس وترامب؟
ماذا لو فشلت هاريس وترامب في تحقيق الغالبية الضرورية من أصوات الناخبين الكبار للوصول إلى البيت الأبيض؟
وبموجب الدستور يعود للكونغرس في هذه الحالة، اختيار الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. وبالتحديد مجلس النواب المنتخب بنتيجة الاقتراع أيضا فيما يتولى مجلس الشيوخ تعيين نائب الرئيس.
هذه الفرضية النادرة الحدوث، ستحصل في حال تعادل المرشحان الثلاثاء في عدد الناخبين الكبار أي 269 لكل منهما. وثمة سيناريوهات تصويت عدة تفضي إلى هذا التعادل المطلق بين المرشحين في عدد أعضاء المجمع الانتخابي الذي يضم 538 عضوا ستكون مهمتهم اختيار الرئيس المقبل للبلاد في وقت لاحق.
لم يسبق أن سجل تعادل في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وتعود المرة الأخيرة التي سجل فيها تعادل في عدد الناخبين الكبار بين المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى العام 1800 حين كان توماس جيفرسون مرشحا عن الحزب الجمهوري الديمقراطي وجون آدامز عن الحزب الفيدرالي.
ودفع هذا الوضع المعقد إلى إقرار التعديل الثاني عشر في دستور الولايات المتحدة في العام 1804 الذي استكمل المادة الثانية فيه التي تفصل الإجراءات التي ينبغي اتباعها في حال عدم حصول أي من المرشحين على غالبية أصوات في المجمع الانتخابي.
ويتوقع أن تؤدي فرضية كهذه إلى إشعال البلاد المتوترة أصلا إذ أن ملايين المواطنين مقتنعون أن الاقتراع الذي يشهد منافسة محمومة يشهد من الآن تجاوزات.