مقتل جنود إسرائيليين في جنوب لبنان وغارات جوية متواصلة على مناطق عدة

أربيل (كوردستان24)- سجلت الحرب بين حزب الله وإسرائيل فصلا جديدا من التصعيد الأربعاء مع مقتل ستة جنود إسرائيليين في مواجهات في جنوب لبنان، بينما تواصلت الغارات الجوية العنيفة على مناطق عدة، واوقعت ثمانية قتلى جنوب بيروت.

وبينما تبنى حزب الله سلسلة هجمات بالمسيّرات والصواريخ على قاعدتين إسرائيليتين إحداهما تضمّ مقرّ وزارة الدفاع وهيئة الأركان، تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس بعدم تخفيف الوتيرة في الحرب على الحزب المدعوم من إيران.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ستة جنود في جنوب لبنان، ما يرفع إلى 47 حصيلة العسكريين الذين سقطوا في المعارك الدائرة مع حزب الله منذ بدء الهجوم البرّي على الأراضي اللبنانية في 30 أيلول/سبتمبر. وهي أعلى حصيلة قتلى يتكبّدها الجيش الإسرائيلي في مواجهة واحدة منذ بدء العمليات البرية في جنوب لبنان.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد قال خلال أول زيارة له منذ تسلّمه منصبه الأسبوع الماضي، الى قاعدة قيادة الجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل، "لن نقوم بأي وقف لإطلاق النار ولن نخفّض الوتيرة ولن نسمح بأي اتفاق لا يتضمّن تحقيق أهداف الحرب، لا سيّما منها حقّ إسرائيل في التصّرف منفردة ضدّ أيّ نشاط إرهابي".

في باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "المواقف تصبح اكثر تشدّدا" في الجانب الإسرائيلي، مضيفا "اليوم، نسمع في إسرائيل أصواتا ترتفع لتقول إن الأهم هو أن تحتفظ إسرائيل في كل وقت بالقدرة على ضرب لبنان".

مساء، قال الجيش الإسرائيلي إن "قرابة ستين مقذوفا" أطلقت الأربعاء من لبنان في اتجاه إسرائيل.

وأعلن حزب الله استهدافه للمرة الأولى قاعدة الكرياه في مدينة تل أبيب حيث يقع مقرّ وزارة الدفاع الإسرائيلية، بطائرات مسيّرة. ثم أفاد في وقت لاحق عن استهداف المنطقة ذاتها بصواريخ بالستية.

وردا على سؤال وكالة فرانس برس، قال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "لن يرد على مزاعم حزب الله".

كما أعلن حزب الله استهداف شركة صناعات عسكرية، وقاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب.

كما أعلن الحزب إطلاق رشقة صاروخية ليل الأربعاء استهدفت "تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة سعسع" في شمال إسرائيل.

وبعد عام على فتح حزب الله اللبناني جبهة عبر الحدود إسنادا لحليفته حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، كثّفت الدولة العبرية في 23 أيلول/سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".

ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3360 شخصا في لبنان غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

وقتل معظمهم منذ أيلول/سبتمبر الماضي، غير أنّ حزب الله توقّف عن نعي مقاتليه الذين يقضون في القتال منذ 27 من أيلول/سبتمبر بشكل خاص، عندما اغتيل أمينه العام حسن نصرالله بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

- غارات على الضاحية -

وتعرّضت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الأربعاء الخميس لغارات إسرائيلية بعد توجيه الجيش الاسرائيلي إنذارات بإخلاء مبان فيها، وفق مصور وكالة فرانس برس، في أعقاب سلسلة من ثلاث ضربات جوية استهدفت معقل حزب الله خلال 24 ساعة.

وأظهر لقطات لخدمة البث المباشر في وكالة فرانس برس الدخان يتصاعد من منطقة شملتها الانذارات التي وجهها الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي قبل ساعة.

والضاحية التي كان يسكنها ما بين 600 و800 ألف شخص قبل الحرب، وفقا للتقديرات، غادرها معظم سكانها منذ بدء إسرائيل بشنّ غارات مكثّفة عليها في نهاية أيلول/سبتمر. لكن العديد منهم يعودون في ساعات الصباح لتفقّد منازلهم ومتاجرهم.

وطالت الغارات الأربعاء مباني خصوصا في منطقتي الغبيري وحارة حريك، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء هاتين المنطقتين.

من ناحية أخرى، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت مبكر الأربعاء عن غارة اسرائيلية استهدفت شقة سكنية في منطقة عرمون التي لا تشكّل جزءا من المناطق المحسوبة على حزب الله تقليديا.

وقالت وزارة الصحة في حصيلة محدّثة مساء الأربعاء إنّ الغارة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص "من بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء"، مشيرة الى إصابة 17 شخصا بجروح.

وشاهد مصوّر في فرانس برس في موقع الغارة مسعفين يعملون على رفع أنقاض مبنى مؤلف من أربعة طوابق، انهارت ثلاثة منها.

ودان مجلس الأمن الدولي الأربعاء الهجمات التي تعرّضت لها في الأسابيع الأخيرة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، داعيا "كل الأطراف" إلى ضمان سلامة عناصرها.

- غارة على الحدود اللبنانية السورية -

واستهدفت غارة جوية إسرائيلية الأربعاء بلدة القصير في وسط سوريا قرب الحدود مع لبنان، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها طالت جسورا وحواجز عسكرية وأوقعت 15 إصابة بين قوات النظام.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت "طرقا تربط الجانب السوري من الحدود بلبنان، وتستخدم لتهريب أسلحة" الى حزب الله.

وأفاد مصدر عسكري سوري وكالة سانا بـ"وقوع أضرار كبيرة في هذه الجسور والطرق وخروجها عن الخدمة".

وعلى وقع الحرب في لبنان، كثفت إسرائيل في الأسابيع الماضية وتيرة استهدافها لمناطق حدودية تضم معابر بين لبنان وسوريا.

- بلينكن يدعو الى هدنة طويلة في غزة -

في بروكسل، دعا أنتوني بلينكن إسرائيل الأربعاء إلى الموافقة على هدنة إنسانية "فعلية وطويلة الأمد" في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب بين حركة حماس وإسرائيل منذ أكثر من عام.

وقال من مقرّ حلف شمال الأطلسي "التحديات ضخمة (...) ولكننا نرى حلولا فعلية أيضا"، مشيرا الى هدن إنسانية رافقت حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة.

وأضاف بلينكن "تطبيق الإجراءات بشكل كامل ومطوّل أساسي ليكون لها مفعول".

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأربعاء ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 43712.

وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة أن اثني عشر فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح في غارات جوية نفّذها الجيش الإسرائيلي فجر وصباح الأربعاء على مناطق مختلفة في قطاع غزة.

وينفّذ الجيش الإسرائيلي منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هجوما جويا وبريا في شمال غزة، وخصوصا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلا إن الغرض منه منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم.

واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية تشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخلال الهجوم، خُطف 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

ونشرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الأربعاء مقطع فيديو يظهر شخصا قدّم نفسه على أنه أحد الرهائن.

وتحدّث في المقطع باللغة العبرية شاب ملتح عرّف عن نفسه بأنه ساشا تروبانوف وذكر العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان التي بدأت في النصف الثاني من أيلول/سبتمبر الماضي، ما يوحي بأن الفيديو ليس قديما.

ودعا تروبانوف إلى تكثيف الاحتجاجات الرامية إلى "الضغط على الحكومة لإطلاق سراح الرهائن".

AFP