الإنفاق العسكري أم الخدمات.. جدل يشغل شارع محافظة صلاح الدين

أربيل (كوردستان24)- يعاني أهالي صلاح الدين من تردي الخدمات الأساسية والبطالة المتفشية حيث يقاسون نقص المياه والكهرباء وتدهور البنية التحتية، في وقت تخصص فيه الحكومة مبالغ طائلة للإنفاق العسكري.
في أحد أكثر شوارع صلاح الدين اكتظاظًا، وعلى طاولات مقهى شعبي بسيط، يجتمع الأهالي لتبادل أطراف الحديث بشأن همومهم اليومية.
البطالة والوضع الاقتصادي المتردي، صارا حديث الساعة الذي لا يكاد يغيب عن نقاشاتهم، و مواطنون يعبرون عن استيائهم مما يرونه تركيزًا حكوميًا على الإنفاق العسكري، على حساب تحسين الخدمات العامة ودفع عجلة الاقتصاد.
وقال مواطن من سكنة المحافظة لكوردستان24 "على الحكومة المحلية في صلاح الدين ان تهتم بالشباب العاطل عن العمل لان الشباب ركيزة المجتمع، لان الحكومة تهتم ببعض الجوانب وتترك الجوانب الاخرى، لا نريد عسكرة المدن بل نريد ان نعيش حياة مدنية".
بدوره قال الناشط المدني أحمد جاسم لكوردستان24 "هناك الكثير من المجالات في المجتمع نراها بأنها مهمشة، هي أمور بسيطة ولكنها الاهم مثل البنى التحتية، بالنسبة للبناء والاعمار نرى أن هناك بعض الوزارات لديها دعم قوي وبعض الوزارت لا دعم لها".
مشهد عسكرة المدن وحتى القرى بات كابوسًا يقلق أهالي المحافظة، خصوصًا في ظل نقص واضح في الخدمات الأساسية وغياب مشاريع البنى التحتية في مناطق عديدة. لكن الحكومة المحلية تؤكد سعيها لتغيير هذا الواقع، معلنة تخصيص أكثر من مليار دينار عراقي لاستكمال المشاريع المتوقفة وإطلاق أخرى جديدة في قطاعات مختلفة.
وقال نائب محافظ صلاح الدين مفيد نعيم لكوردستان24 "لدينا أكثر من خطة في محافظة صلاح الدين، مثل الخطط الاستثمارية وصندوق إعادة الاعمار وكذلك دعم الاستقرار والجهد الخدمي، خططنا لعام 2025 بالنسبة للخدمات ستكون بقيمة 100 مليار دينار، وتم وضع حجر الاساس لعدة مشاريع في أقضية ونواحي محافظة صلاح الدين".
ورغم إنجاز أكثر من 100 مشروع خلال هذا العام، إلا أن المحافظة ما زالت تواجه تحديات كبيرة، مع وجود أكثر من 900 مشروع متوقف بحاجة إلى حلول جذرية لاستئناف العمل فيها.
ويتساءل كثيرون، متى تتجه السلطات نحو بناء مشاريع تنموية طويلة الأمد تعيد للمجتمع مدنيته وتطوي صفحة عسكرة المدن؟ سؤال يظل بلا إجابة واضحة حتى الآن.
تقرير: سجاد حكمت – كوردستان24